ترجمه سيدي العم مراد أفندي في مسودته المنوه بها فهو عبد السلام بن عبد الرحمن بن مصطفى بن محمود الشطي الدمشقي جدي لأمي العالم الفاضل العابد الناسك الأديب الشاعر اللوذعي اللطيف كان من محاسن دمشق وظرفائها حسن العشرة لطيف المذاكرة مفننًا بالأدب يغلب عليه الصلاح ولد بدمشق سنة ست وخمسين ومائتين وألف وجاء تاريخه بالحسن ظهر قرأ القرآن وتعلم الخط وهو صغير جدًا وأخذ عن مشايخ كثيرين منهم الشيخ عبد الله الحلبي والشيخ محمد الجوخدار والشيخ عبد الرحمن بيازيد وأحمد أفندي الاستانبولي والشيخ أحمد مسلم الكزبري والشيخ مصطفى المغربي نزيل دمشق والشيخ صالح جعفر والشيخ عمر العطار وحضر في الفقه وغيره دروس الجد الشيخ حسن الشطي ثم ولده العم الشيخ أحمد الشطي ولازم الشيخ سليم العطار الملازمة التامة في التفسير والحديث وغيرهما وحج مرتين سنة ١٢٧٤ وسنة ١٢٨٤ ودخل مصر وغيرها فاستجاز من أجلة الشيوخ كالشيخ إبراهيم الباجوري والشيخ إبراهيم السقا والشيخ مصطفى المبلط والشيخ محمد البنا مفتي اسكندريه والشيخ داود البغدادي النقشبندي والشيخ جمال المكي رئيس المدرسين في المسجد الحرام والسيد أحمد محيى الدين الحسيني مفتي غزه وأخذ الطريقة القادرية عن السيد محمد نوري القادري ورحل إلى قسطنطينية سنة ١٢٩٣ ووجه عليه تدريس أدرنه وخصص له راتب من الصرح السلطاني وأم في محراب الحنابلة من الجامع الأموي احتسابا وكان مشهورا بالذكاء واللطف التام مع الورع الزائد لا سيما في يتعلق بالطهارة وكان له مزاح ودعابه بحيث لا يمل جليسه منه ولا يعدل صاحبه عنه وله شعر في غاية السلاسه وربما عمل القصيدة الموزونة ولم يعلم من أي بحر هي لم يزل في أرغد عيش وأحسن حال حتى وقعت مسألة كسر البسيط التي عمل فيها قصيدته:
كسر البسيط برأيه المعكوس … وأتى لدرس العلم بعد دروس
فانتصر الأمير عبد القادر الجزائري للشيخ الطنطاوي الذي انكسر البسيط على يده فأرسل إلى المترجم فأهانه في داره بحضور جماعة من العلماء فبعد ذلك