نصف إقامته فيها ونصفها في دمشق ينشر العلم في الموضعين ثم سافر إلى الحجاز سنة ١٣٠٥ فحج بيت الله الحرام ثم رجع إلى المدينة المنورة فأقام بها وأقبل عليه أهلها وولي هناك تدريس الحنابلة وأوقافهم ورحلت إليه الطلبة من البلاد وانتفع به خلق كثير ثم عزم على الرجوع إلى دمشق فرأى في منامه صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم فأمره بالإقامة وبشره بأن اللقاء قريب فثنى عزمه عن ذلك ولم يزل عَلَى التدريس والعبادة إلى أن توفي في العشر الثاني من ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة وألف ودفن بالبقيع وكان قليل العناية بالتأليف لم يؤلف سوى مولد ضمنه أسماء السور ومنسك اختصره من منسك الشيخ الجد رحمهما الله تعالى والمسلمين أجمعين.
* الشيخ أحمد بن عبيد القدومي
أحمد بن عبيد بن عبيد الله القدومي شهرة ووطنًا كتب إلينا عنه الفاضل الشيخ يوسف القدومي من أساتذة نابلس فقال هو عالم كامل وفاضل ابن فاضل أثمر غصنه في دمشق الشام وأدرك من بها من الأعلام اشترك مع أخيه الشيخ محمد (الآتية ترجمته) في الأخذ عن ينبوع الفضائل ومعدن الفواضل الشيخ حسن الشطي رحمه الله تعالى. كانت ولادته سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف وأقام مدة في دمشق يطلب العلم ثم عاد إلى قريته كفر قدوم من أعمال نابلس وبقي مقيما بها مدرسًا في مسجدها يقريء ويفيد إلى أن وافاه الحمام وأحسن الله له الختام وكان فقيها مفسرًا جيد الفهم معروفا بالتؤدة ولين الجانب وكانت وفاته سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف رحمه الله.
* راغب أفندي البرقاوي
أخبرنا عنه شقيقه الفاضل سعيد أفندي فهو راغب بن محمد بن مصطفى البرقاوي أصلا الحنبلي شهرة الدمشقي العالم الفقيه الفرضي النبيه كان جسورًا مقداما فصيحا لسنًا ولد بدمشق سنة سبع وستين ومائتين وألف تقريبًا ونشأ في حجر والده قاضي الحنابلة بدمشق المقدمة ترجمته وأخذ عنه وعن سعيد أفندي