الخطاب وغير ذلك - وغالب مؤلفاته أجزاء وكان كثير الكتابة سريع القلم وقل من يحسن قرائة خطه لاشتباكه وعدم إعجامه وقد أوقف جميع كتبه على المدرسة العمرية وهي يومئذ آلاف مؤلفة وصنف لها فهرسة في مجلد وبالجملة فقد كان إمامًا جليلًا عالمًا نبيلًا أفنى عمره بين علم وعبادة وتصنيف وإفادة وكانت وفاته يوم الاثنين سادس عشر المحرم سنة تسع وتسعمائة ودفن بسفح قاسيون وكانت جنازته حافلة رحمه الله رحمة واسعة آمين.
* الشيخ حسن المرداوي
حسن بن علي بن عبيد بن أحمد بن عبيد بن إبراهيم المرداوي الصالحي الشيخ الإِمام الفاضل بدر الدين أبو علي حفظ القرآن وعدة كتب واشتغل قديمًا على جماعات ترجمه الحافظ الشمس بن طولون فقال أخذ عن ابن السليمي والنظام بن مفلح وجماعة كثيرين ورحل إلى بعلبك مع الجمال بن عبد الهادي وكان له خط حسن وتسبب بالشهادة أجازني مشافهة غير ما مرة واستفدت منه عدة أشياء منها أن أبا العلا المعري قال:
إذا ما ذكرنا آدما وفعاله … وتزويجه بنتيه لابنيه في الخنا
علمنا بأن الخلق من نسل فاجر … وأن جميع الناس من عنصر الزنا
فرد عليه المترجم بقوله:
لعمرك أما فيك فالقول صادق … وتكذيب في الباقين من شط أودنا
كذلك إقرار الفتى لازم له … وفي غيره لغو بذا جاء شرعنا
وقال المعري أيضًا:
يد بخمس مئين عسجدا وديت … ما بالها قطعت في ربع دينار
تناقض مالها إلا السكوت له … ونستجير برب الناس من نار
فرد عليه أيضًا بقوله:
وقاية النفس أغلاها وأرخصها … وقاية المال فافهم حكمة الباري
ويروى هكذا:
عز القناعة أغلاها وأرخصها … ذل الخيانة فافهم حكمة الباري
واشتغل المترجم آخرًا على الشيخ زين الدين بن البجلي فقرأ عليه شرحيه