أيضًا عن غير هؤلاء ثم ارتحل إلى الروم ورجع منها إلى حلب سنة ١١٤٤ فأخذ جملة من المنطق والأصلين عن الشيخ صالح البصري والشيخ محمد بن الزمار والشيخ قاسم البكرجي وقد ذكر سائر مشايخه في ثبته وعظم أمره واشتهر ذكره وله شعر لطيف جمعه في ديوان فمنه قوله مقتبسًا:
أعبد الله وأجاهد … فإذا فرغت فانصب
والزم التقوى خلوصًا … وإلى ربك فارغب
وله غير ذلك وكانت وفاته بحلب سنة اثنين وتسعين ومائة وألف ودفن بها رحمه الله تعالى (يقول المختصر) اطلعت عندنا على شرح لصاحب الترجمة على كتاب أخصر المختصرات للشمس محمد البلباني في مجلد تاريخ تأليفه سنة ١١٣٨ وعلى ظهر الشرح المذكور هذان البيتان منسوبين إلى المؤلف وهما:
عدة كتب ذا الكتاب عشره … مع ثمان كلها مشتهرة
أبوابه سبع فصول مائة … وستة وهي به منتشره
* الشيخ محمد اللبدي
محمد بن مصطفى بن عبد الحق اللبدي الأصل والشهرة الدمشقي المولد والوفاة مفتي السادة الحنابلة بدمشق بعد شيخنا الشهاب البعلي الشيخ العالم الفاضل الكامل المتفوق الفرضي الحيسوب الفقيه النحرير الصالح الناسك الهمام الأوحد مصلح الدين أحد أشياخنا الأئمة الأعلام كان مولده بدمشق سنة أربعين ومائة وألف ونشأ بها في كنف والده المقدم ذكره وتلا القرآن العظيم على شيخنا محمد بن عبد الرحمن المكتبي وشرع في طلب العلم فأخذ الفقه عن شيخنا البعلي المقدم ذكره وأخذ بقية العلوم عن شيخنا علاء الدين علي بن صادق الطاغستاني وقرأ الأربعين النووية مع شرحها لابن حجر المكي وأول البخاري على الإمام عبد الرحمن بن جعفر الأزرملي نزيل دمشق وأجاز له وأخذ النحو عن الشيخ البركة أسعد بن عبد الرحمن المجلد السليمي ودرس في الجامع الأموي وانتفعت به الطلبة وخصوصًا الحنابلة ولم يزل على طريقة مثلى حتى توفي