سليمان بن عبد القوى بن عبد الكريم بن سعيد الطوفي الصرصري ثم البغدادي الفقيه الأصولي المتفنن نجم الدين أبو الربيع ولد سنة بضع وسبعين وستمائة بطوفي وتردد إلى صرصر وتفقه بها ودخل بغداد وقرأ على فضلائها وسمع بها الحديث من جماعة وسافر إلى دمشق وسمع بها الحديث ولقي الشيخ تقي الدين بن تيمية وغيره وجالسهم ثم سافر إلى مصر فسمع بها من القاضي سعد الدين الحارثي وقرأ على أبي حيان النحوي مختصره لكتاب سيبويه وجاور بالحرمين وسمع وقرأ بهما الكثير وأقام بالقاهرة مدة ويقال أن له بقوص خزانة كتب من تصانيفه وامتحن في آخر عمره وصرف عما كان بيده من المدارس وحبس أيامًا ثم أطلق فخرج إلى قوص ثم حج سنة أربع عشرة وجاور سنة خمس عشرة وسبعمائة ثم حج ونزل إلى الشام فأدركه الأجل في بلد سيدنا الخليل عليه السلام في رجب سنة ست عشرة وسبعمائة ومدح الإِمام بقصيدة أولها:
ألذ من الصوت الرخيم إذا شذا … وأحسن من وجه الحبيب إذا بدا
ثناء على الحبر الإِمام ابن حنبل … إمام التقي محيي الشريعة أحمدا
* عبد الله بن عبد الحليم بن تيمية
شرف الدين أبو محمد أخو شيخ الإِسلام تقي الدين الفقيه الإمام الزاهد العابد القدوة المتقن ولد بحران سنة ست وستين وستمائة وقدم دمشق مع أهله رضيعًا سمع المسند والصحيحين وكتب السنن وتفقه في المذهب حتى برع وأفتى ومهر في الفرائض والحساب والهيئة والأصلين والعربية وله مشاركة قوية في الحديث ودرس في الحنبلية وكان شجاعًا مقدامًا زاهدًا ورعًا كثير العبادة والمراقبة وكان له يد طولى في معرفة تراجم السلف حبس مع أخيه في الديار المصرية مدة وكان حسن العبارة قويًا في دينه جيد التفقه مستحضرًا لمذهبه ملازمًا لأنواع الخير حلو المذاكرة مع ترك التكلف والقناعة باليسير توفي يوم الأربعاء رابع عشر جمادي الأولى سنة سبع وعشرين وسبعمائة بدمشق وصلي عليه بالجامع