وللناس فيه اعتقاد تام وكان متقللًا من العيش قانعًا باليسير يؤثر لبس القطن الأبيض وكان يعتكف العشر الأواخر من رمضان بالجامع الأموي في المشهد المذكور وكان يحضر ختم الشيخ الطيبي كل سنة قال الشمس بن طولون في تاريخه وفي سنة ٩٣٧ سألني الشيخ محمد بن قيصر القبيباتي الحنبلي في عمل شرح عَلَى أبيات ثلاث نظمها في عقيدته وهي:
في الله اعتقد الذي قد قاله … عن نفسه وكذا الذي قال الرسل
عنه بغير تأول في ذاته … وصفاته أو كل فعل قد فعل
فهو الإله الفرد ليس كمثله … شيء سواه وغير هذا لم أقل
قال النجم الغزي قدس سره قلت ووقفت على شرح ابن طولون على هذه الأبيات في تعاليقه بخطه والإيمان بما جاء في الكتاب والإخبار من الصفات من غير تأويل مذهب السلف وهو أسلم من مذهب التأويل وهو مذهب الخلف وكانت وفاة صاحب الترجمة في سنة خمس وسبعين وتسعمائة بمنزله بالقبيبات وكثر تأسف الناس عليه وازدحموا على حمل تابوته رحمه الله تعالى.
* الإِمام تقي الدين بن النجار الفتوحي "صاحب المنتهى"
محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي المصري الشهير بابن النجار العالم العلامة الفقيه تقي الدين أبو بكر ابن الإِمام العالم العلامة شهاب الدين المتقدمة ترجمته ولد صاحب الترجمة بمصر القاهرة ونشأ بها وأخذ الفقه عن أبيه - ترجمه العارف عبد الوهاب الشعراني في ذيله على طبقات الأولياء له فقال ومنهم سيدنا ومولانا الشيخ الإِمام العلامة الشيخ تقي الدين ولد شيخ الإِسلام الشيخ شهاب الدين الشهير بابن النجار صحبته أربعين سنة فما رأيت عليه شيئًا يشينه في عرضه بل نشأ في عفة وصيانة ودين وعلم وأدب وديانة أخذ العلم عن والده شيخ الإِسلام المذكور وعن جماعة من أرباب المذاهب المخالفة وتبحر في العلوم حتى انتهت إليه الرياسة في مذهبه وأجمع الناس أنه إذا انتقل إلى رحمة الله مات