والعمامة المدرجة وإذا جلس في مجلس أو كان بين جماعة أخذ يتكلم في أخبار الناس ووقائعهم القديمة التي وقعت في آخر أيام الجراكسة وأوائل أيام العثامنة حتى ينصت له كل من حضر وكان شهود الزور يهابونه فلا يقدمون بحضرته على الشهادة وبالجملة فقد كان من الرؤساء الكبار قرأت بخط الطاراني أن ولادته كانت في سنة سبع عشرة وتسعمائة وتوفي نهار الجمعة سادس عشري شوال سنة اثنين بعد الألف ودفن بمقبرة الباب الصغير بالقرب من سيدنا بلال الحبشي رضي الله عنه وشهد جنازته خلق كثير وكتب وصيته قبل موته بمدة وأبقاها على وسادته بخلوته في الباذرائية ولما احتضر قال قد وضعت وصيتي تحت الوسادة فإذا مت خذوها واعملوا بما تضمنته ثم لما قضى نحبه أخرجت فوجد فيها جميع ما يملك وخلف شيئًا كثيرًا من كتب وأمتعة وغيرها انتهى ما نقله المحبي وترجمه النجم الغزي ثم قال ورأيته في المنام بعد سنين فقلت ما فعل الله بك فضحك إلي وقال يا مولانا الشيخ أما علمت أني مت ليلة الجمعة.
* الشهاب أحمد الشوبكي
أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن أحمد المعروف بالشوبكي أبو العباس شهاب الدين الفقيه الجهبذ التحرير وترجمه الأمين المحبي في تاريخه فقال كان من أفاضل الحنابلة بدمشق وكان غزير العلم سريع الفهم حسن المحاضرة فصيح العبارة وفيه تواضع وسخاء ولد بصالحية دمشق وحفظ القرآن العظيم والمقنع في الفقه وغيره عَلَى محرر المذهب الشرف موسى الحجاوي الصالحي وأخذ العربية وغيرها عن العلامة الشمس محمد بن طولون والمنلا محب الله والعلامة الشبشري والعلامة علاء الدين بن عماد الدين والشهاب أحمد الطيبي الكبير ثم رحل إلى مصر وأخذ بها عن الجلة من العلماء كشيخ الإسلام تقي الدين الفتوحي شيخ الحنابلة بمصر ورجع إلى دمشق وأفتى بها ودرس نحو ستين سنة وسلم له فقهاء المذهب غير أنه كان يفتي بقول العلامة تقي الدين بن تيمية من تجويز التزويج بعد الطلقات الثلاث الدفعية وتولى صاحب الترجمة القضاء بالصالحية وقناة العوني والكبرى وكان يحكم ببيع الأوقاف إذا وجدت مسوغاتها وترك الصالحية