محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفاريني الشهرة والمولد النابلسي شيخنا الشيخ الإمام والحبر البحر الهمام العالم العامل والنحرير الكامل العلامة المحقق والفهامة المدقق صاحب التآليف الكثيرة والتصانيف الشهيرة بهجه الفقهاء والمحدثين شمس الدنيا والدين خاتمة الحنابلة في الديار النابلسية صاحب الفيوضات الآلهية والعلوم اللدنية عمدة المتأخرين حجة المناظرين مخرج الفروع على الأصول الجامع بين المعقول والمنقول مطرز أردية الفتاوى النحرير مرجل هامات المباحث بتيجان التقرير سيد أهل التحقيق على التحقيق وسعد أرباب التدقيق بنظرة التدقيق - ولد رضي الله عنه بقرية سفارين من قرى نابلس سنة أربع عشرة ومائة ألف ونشأ بها وتلا القرآن العظيم ثم رحل منها إلى دمشق لطلب العلم مشمرا عن ساق الاجتهاد فقرأ على المتصدرين بها إذ ذاك من الأئمة كالأستاذ العارف الشيخ عبد الغني النابلسي الحنفي وجدي الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي الشافعي وأخذ الفقه عن جماعة كالشيخ عبد القادر التغلبي والشيخ مصطفى بن عبد الحق اللبدي وأخذ التفسير والحديث عمن ذكر وعن العلامة الشهاب أحمد بن علي المنيني والشيخ عبد الرحمن السليمي الشهير بالمجلد والشيخ مصطفى السواري شيخ المحيا النبوي بدمشق وانتفع ونفع وساد وبرع وبعد أن امتلأت صدفته بجواهر العلوم وطفح حوضه بماء المفهوم رجع من دمشق إلى قرية سفارين واستقام بها مدة ثم ارتحل منها إلى مدينة نابلس وتوطنها إلى وفاته وكان رحمه الله تعالى جليلا جميلًا صاحب سمت ووقار ومهابة واعتبار وكان كثير العبادة والأوراد ملازمًا على قيام الليل يحث الناس دائمًا عليه وكانت مجالسته لا تخلو من فائدة وكان يشغل أوقاته بالإفادة والاستفادة ويطرح المسائل على الطلاب والأقران وتدور بينه وبينهم المحاورات المفيدة وكان صادعا بالحق لا يماري فيه ولا يهاب بل كان يهابه الجميع من أعيان بلده وأمرائها يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وكان خيرًا جوادا لا يقتني شيئًا من الأمتعة والأسباب