مائة وثلاثين شيخًا وشيخة منهم بدر الدين الصفدى القاهري الحنبلي والشهاب أحمد بن علي الشبشبني وغيرهما - سمع منه الشيخ رضى الدين بن الحنبلي مؤرخ حلب حين قدمها مع السلطان سليم خان سنة اثنين وعشرين وتسعمائة الحديث المسلسل بالأولية وقرأ عليه في الصرف وأجاز له ثم أجاز له بالقاهرة إجازة ثانية بجميع ما يجوز له وعنه روايته بشرطه - وذكره الشعراني في طبقاته أن صاحب الترجمة لم يل القضاء إلا بعد إكراه الغوري له المرة بعد المرة ثم ترك القضاء في الدولة العثمانية وأقبل على العبادة في آخر عمره وأكب على الاشتغال بالعلم حتى كأنه لم يشتغل بعلم قط مع أنه انتهت إليه الرياسة في تحقيق نقول مذهبه وفي علوم السنة والحديث وفي علم الطب والمعقولات وكان في أول عمره ينكر عَلَى الصوفية ثم لما اجتمع بسيدي علي الخواص أذعن لهم واعتقدهم وصار بعد ذلك يتأسف على عدم اجتماعه بالقوم من أول عمره ثم فتح عليه بالطريق وصار له كشف عظيم قبل موته انتهى ما في الكواكب وأخذ عن صاحب الترجمة جماعة من الأئمة منهم الإِمام شمس الدين الرملي القاهري صاحب شرح المنهاج المسمى بنهاية المحتاج ومفتي القدس الشيخ سراج الدين عمر بن محمد بن أبي اللطف المقدسي وكانت وفاة صاحب الترجمة سنة تسع وأربعين وتسعمائة وصلى عليه غائبة بدمشق يوم الجمعة يوم عيد الأضحى قال العارف الشعراني في ترجمته وهو آخر مشايخ الإِسلام من أولاد العرب انقراضًا قال النجم قلت هذا جار على اصطلاحهم في زمن الجراكسة من تلقيب كل من ولي قضاء القضاة بشيخ الإِسلام والمراد أنه آخر قضاة القضاة من أبناء العرب موتا بالقاهرة رحمه الله تعالى.
* قاضي القضاة نظام الدين النادفي
يحيى بن يوسف بن عبد الرحمن قاضي القضاة نظام الدين أبو المكارم الحلبي النادفي القادري سبط الأثير بن الشحنة وهو عم الشيخ رضي الدين بن الحنبلي مؤرخ حلب الشهباء شقيق والده مولده في سنة إحدى وسبعين وثمانمائة وتفقه على أبيه وبعض المصريين وأجاز له باستدعاء مع أبيه وأخيه جماعة من