الترجمة وصلى بالناس إماما بعد طلوع الشمس ثم نصب له كرسي في وسط المصلى فرقى عليه وخطب خطبة الاستسقاء وشرع في الدعاء وارتفع الضجيج والابتهال إلى الله تعالى وكثر بكاءَ الخلق وكان الفلاحون قد أحضروا جانبًا كبيرًا من البقر والمعز والغنم وأمسك المترجم بلحيته وبكى وقال إلهي لا تفضح هذه الشيبة بين عبادك فما نزل حتى خرج من جهة المغرب سحاب أسود بعد أن كانت الشمس نقية من أول الشتاء لم ير في السماء غيم ولم ينزل إلى الأرض قطرة ماء ثم تفرق الناس ورجعوا فلما أذن المغرب تلك الليلة انفتحت أبواب السماء بماء منهمر ودام المطر ثلاثة أيام بلياليها غزيرًا كثيرًا وفرج الله بفضله الكربة عن عباده - وله كرامات كثيرة وصدقات سرية عَلَى طلبة العلم وأهل الصلاح وكسبه من الحلال الصرف في التجارة بالعقول الصحيحة وكان لا يخاف في الله لومة لائم ولا كتاب الوزراء ولا غيرهم وله في ذلك آثار حسنة وأصيب بولده الشيخ عبد الجليل فصبر واحتسب ثم بولده الشيخ مصطفى وكان شابا فصبر واحتسب كذلك ولم يزل على حالته الحسنى وطريقته المثلى إلى أن اختار الله له الدار الباقية وكانت وفاته عصر يوم الأربعاء التاسع والعشرين من شوال سنة ست وعشرين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح رحمه الله ونفعنا ببركاته آمين - انتهى من تاريخ المرادي.
* العلامة الشيخ عبد القادر التغلبي
عبد القادر بن عمر بن عبد القادر بن عمر بن أبي تغلب بن سالم التغلبي الشيباني الصوفي الدمشقي الشيخ الإمام العالم الفقيه الفرضي الصالح العابد الناسك أبو التقي ولد في دمشق سنة اثنين وخمسين وألف وقرأ القرآن العظيم في صغره ولزم الشيخ عبد الباقي الحنبلي وولده الشيخ أبا المواهب وقرأ عليهما كتبًا كثيرة في عدة فنون وأعاد للثاني درسه بين العشائين من ابتداء سنة ١٠٧٣ إلى أن توفي ولازم الشيخ محمد البلباني فقرأ عليه الفقه والفرائض والحساب وأجازه بمروياته وحضر دروس الشيخ محمد بن يحيى الخباز البطنيني الشافعي واجتمع بالمحقق الشيخ إبراهيم الكوراني المدني في إحدى حجاته سنة ١٠٩٤ وأجاز له