عذبة ثم تلحى وكان له طلبة ومحبون يعتقدونه فأخذوا بالاقتداء به وكثر متعاطو ذلك وصار بعض الناس يضحكون منه ومنهم ويأمرونهم بترك ذلك وهو يحملهم على الملازمة وعدم الالتفات لقول المنكرين فأدى ذلك إلى أن أفتى الشيخ محمد المذكور بأن التلحى بدعة ويعزر متعاطيه فتسلط السفهاء عَلَى المتلحين يؤذونهم ويؤذون الشيخ المذكور ويقولون هو مبتدع وسعوا في منعه من الوعظ فترك ذلك وتحمل الأذى وصبر فلم تمض مدة قليلة حتى مات الشيخ اللطافي مسكونا فصار الناس يقولون هذا من بركة الخريشي وانتصاره للسنة وكانت وفاة الخريشي ليلة الأحد ثالث عشر ربيع الثاني سنة إحدى بعد الألف والخريشي مصغرًا نسبة إلى قرية من قرى نابلس رحمه الله تعالى.
* القاضي شمس الدين سبط الرجيحي
محمد بن محمد بن أحمد بن عمر ابن قاضي القضاة شمس الدين محمد بن علي بن عمر سبط الرجيحي الدمشقي قاضي القضاة شمس الدين الشيخ الإمام العالم الفاضل المسند الفقيه قاضي الحنابلة بدمشق الشام ومرجعهم عند اختلاف الأئمة الأعلام ترجمه المحبي في الخلاصة فقال أحد نواب الحكم بمحكمة الباب بدمشق وليس هو بابن المحتسب من أعيان صفد فصاهر الرجيحي المذكور ورأس بمصاهرته وولي نيابة القضاء نحو خمسين سنة منها بمحكمة الباب أربعين سنة وكان حسن الأخلاق منعما مثريا ظاهر الوضائة والنباهة وله محاضرة جيدة وكان في مبدأ أمره يخدم قاضي القضاة ولي الدين بن الفرفور ثم طلب العلم وأخذ عن العلامة شيخ الإسلام القاضي رضى الدين الغزي العامري وتفقه بالشرف موسى الحجاوي والشيخ شهاب الدين بن سالم وولي قضاء الحنابلة بالمحكمة الكبرى في سنة ثلاث وستين وتسعمائة ونقل إلى نيابة الباب وسافر إلى مصرفي سنة إحدى وتسعين وتسعمائة واجتمع بالأستاذ محمد البكري وغيره واستمر بها مدة ثم عاد إلى دمشق وولي مكانه إلى أن مات وكان له حجرة بالمدرسة الباذرائية وكان محببا إلى الناس جميل اللقاء كثير التجمل وكان يلبس الثياب الواسعة والعمامة الكبيرة على طريقة أبناء العرب في الأكمام الواسعة