الحسن نور الدين ولد بصالحية دمشق ونشأ بها وتلا القرآن العظيم ثم طلب العلم فأخذ عن مشايخ كثيرين كالشيخ أبي المواهب الحنبلي وتلميذه الشيخ عبد القادر التغلبي والشيخ محمد الكاملي والعارف الشيخ عبد الغني النابلسي ولازمه وحضر دروسه في تفسير القاضي البيضاوي وقرأ على السيد إبراهيم بن محمد بن حمزة في الحديث والمعقولات وانتفع به كثيرا وأخذ عن الملا إلياس الكوراني والشيخ إسماعيل اليازجي ونبل وفضل وتقدم على أقرانه بالعلم والعمل ودرس في المدرسة العمرية وفي داره وأقرأ الحديث في الجامع الجديد بصالحية دمشق وكان له مجلس وعظ تحت القبة عند باب المقصورة بعد صلاة الجمعة لا يتركه صيفا ولا شتاء وولى خطابة جامع سنان باشا وإمامة المدرسة العمرية وكان إذا قرأ العبارة يحفظها من مرة واحدة ولا تغيب عنه لشدة حفظه ولما توفى شيخه الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي تولى غسله بيده وكفنه وواراه التراب بوصية من الاستاذ بذلك وبالجملة فقد كان المترجم من أعيان العلماء وخاتمة الوعاظ بدمشق ولم يزل على طريقته المثلى وحالته الحسنة إلى أن توفي في سابع عشر ذي الحجة سنة خمس وخمسين ومائة وألف وصلى عليه في جامعة السليمية ودفن بسفح جبل قاسيون في الروضة رحمه الله تعالى.
* الشيخ عبد الكريم الجراعي
عبد الكريم بن محيي الدين بن سليمان بن عبد الرحمن بن عبد الهادي بن علي بن محمد بن زيد الدمشقي الشهير بالجراعي الشيخ الصالح البركة الفاضل الهمام الكامل الأوحد عز الدين ولد بدمشق سنة ثمان وتسعين وألف ونشأ بها وطلب العلم فأخذ الفقه عن الأستاذ أبي المواهب الحنبلي وعن ولده الشيخ عبد الجليل وعن الشيخ عبد القادر التغلبي وأخذ العربية والأصلين عن الشيخ عبد الجليل المذكور وعن الشيخ عثمان القطان والشيخ عبد الرحمن السليمي المجلد وأخذ الحديث والتصوف عن الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وحضر دروس الحديث تحت القبة على الشيخ يونس المصري نزيل دمشق وأخذ الفرائض والحساب عن الشيخ محمد الخليلي الدمشقي صارت له الملكة التامة في الفقه