القاضي رضي الدين محمد الغزي العامري وولده شيخ الإِسلام بدر الدين وشيخ الإِسلام العلامة المحقق السيد كمال الدين بن حمزة الحسيني فأجازوه وأجازوا من ذكر معه قال النجم الغزي في الكواكب السائرة ودرس القاضي برهان الدين وأفتى وولي تدريس دار الحديث المخصوصة بالحنابلة في الصالحية ونظرها وناب في القضاء مرارًا وانتهت إليه رياسة الحنابلة بدمشق وكان له شهامة وحشمة وحسن هيئة وقال الإِمام شرف الدين يونس العيتاوي في مجموعه الذي ترجم فيه مشايخه وأقرانه في حق صاحب الترجمة كان ذكيًا مستحضرًا لفروع مذهبه وولي القضاء ولحقه في آخر عمره قهر وقال أنه كان رئيسًا محتشمًا يعرف الناس ويراعي مقاديرهم ولم يزل عَلَى سيرته الحميدة وفكرته السديدة إلى أن توفي وكانت وفاته ليلة الاثنين ثالث عشري شعبان سنة تسع وستين وتسعمائة وصلى عليه العلامة البدر الغزي المقدم ذكره إمامًا بالجامع الأموي ودفن بسفح قاسيون بالروضة عند والده وأصيب قبل وفاته بولده الشاب الفاضل عبد الكريم الكاتب بالمحكمة الكبرى المتوفى فجأة سنة خمس وستين وتسعمائة فصبر واحتسب رحمهما الله تعالى.
* الشيخ العارف محمد بن قيصر القبيباتي
محمد بن خليل شمس الدين الشهير بابن قيصر القبيباتي الدمشقي الشيخ الزاهد الصوفي العابد المعتقد المربي قدوة العباد ورئيس العباد أحد الأفراد وأوحد الأئمة الأمجاد صحب سيدي علي بن ميمون وتلميذه سيدي محمد بن عراق واجتمع بأكابر ذلك العصر وعلمائه كالتقوي بن قاضي عجلون وتوجه إلى بلاد الروم فاجتمع في حماه بالعارف الشيخ علوان الحموي وغيره وحصل له بالروم غاية الإكرام والتعظيم من إبراهيم باشا الوزير وأعيان الدولة وقضاة العسكر ثم رجع إلى دمشق وانجمع عن الناس وكان يقيم الذكر بعد صلاة الجمعة بالمشهد الشرقي داخل الجامع الأموي تحت المنارة الشرقية بحيث عرف المشهد به ثم يركب حماره ويذهب إلى منزله بالقبيات فلا يخرج منه إلى يوم الجمعة القابلة وكان نائب الشام عيسى باشا يحبه ويتردد إلى زيارته وكذلك الأمراء والقضاة