العارف بالله محمد العلمي ورحل إلى القاهرة في سنة ١٠٢٦ فأخذ بها الفقه وغيره عن عمه الشيخ مرعي الكرمي وعن الشيخ منصور البهوتي وعن الشيخ يوسف بن محمد الفتوحي وأخذ النحو عن محمد الحموي والفرائض والحساب عن الشيخ عبد المنعم الشربوني والحديث عن الإمام الشيخ إبراهيم اللقاني والإمام الشيخ علي الأجهوري وكثيرين وكان ملازمًا مكانه المعروف بالجامع الأزهر مشتغلا بالعلوم الدينية لا يتردد إلى أحد من أرباب الدول قانعا باليسير من الرزق متقيدًا بصلاة الجماعة في الصف الأول في الأوقات الخمسة بالأزهر قليل الكلام حسن السيرة جامعًا لصفات الكمال ليس فيه شيءُ يشينه في آخرته ودنياه حكى عنه ولده الشيخ عبد الله أنه رأى الحق سبحانه وتعالى ثلاث مرات وفي إحداها رأى الملائكة ذاهبين به إلى النار فإذا بمناد من قبل الحق سبحانه ليس من أهلها اذهبوا به إلى الجنة فقام فرأى نفسه في الجامع الأزهر وكانت وفاته ليلة رابع عشر صفر الخير سنة إحدى وتسعين وألف ودفن بتربة المجاورين بقرب عمه الشيخ مرعي رحمه الله تعالى.
* الشيخ إبراهيم الذنابي العوفي
إبراهيم بن أبي بكر بن إسماعيل الذنابي العوفي نسبة إلى سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه الدمشقي الصالحي الأصل المصري المولد والوفاة كان من أعيان الأفاضل له اليد الطولى في الفرائض والحساب مع التبحر في الفقه وغيره من العلوم الدينية ولد بمصر ونشأ بها وأخذ الفقه عن العلامة منصور البهوتي والحديث عن جمع من شيوخ الأزهر وأجازه غالب شيوخه وألف مؤلفات نافعة منها شرح على منتهى الإرادات في الفقه في مجلدات ومناسك الحج في مجلدين ووسائل كثيرة في الفرائض والحساب وكان لطيف المذاكرة حسن المحاضرة قوي الفكرة واسع العقل وكان فيه رياسة وحشمة وكان حسن الخلق والأخلاق مع الكلام المفرط وكان يرجع إليه في المشكلات الدنيوية لكثرة خبرته في الأمور وبالجملة فقد كان من حسنات الزمان وكانت ولادته بالقاهرة سنة ثلاثين وألف وتوفي بها فجأة ظهر يوم الاثنين الرابع عشر من شهور ربيع الثاني