لهونا عن الأعمال حتى تتابعت … ذنوب على آثارهن ذنوب
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى … ويأذن في توباتنا فنتوب
إذا ما مضى القرن الذي أنت فيهم … وخلفت في قرن فأنت غريب
وعن علي بن خشرم أنه سمع أحمد بن حنبل يقول:
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها … من الحرام ويبقى الأثم والعار
تبقى عواقب سوء من مغبتها … لاخير في لذة من بعدها النار
وروي من قوله في علي بن المديني:
يا ابن المديني الذي عرضت له … دنيا فجاد بدينه لينالها
ماذا دعاك إلى انتحال مقالة … قد كنت تزعم كافرًا من قالها
أمر بدا لك رشده فتبعته … أم زهرة الدنيا أردت نوالها
ولقد عهدتك مرة متشددًا … صعب المفادة التي تدعى لها
إن المرزأ من يصاب بدينه … لا من يرزأ ناقة وفصالها
[ذكر هيئته ووصفه]
كان الإِمام أحمد رضي الله عنه شيخًا أسمر شديد السمرة طوالا وخضب رأسه ولحيته بالحناء وهو إبن ثلاث وستين سنة خضابا ليسى بالقاني وكان حسن الوجه في لحيته شعرات سود وثيابه كانت غلاظًا إلا أنها بيض وقال عبد الله ابَنه ما مشى أبى في سوق قط وكان رحمه الله أصبر الناس على الوحدة ولم يره أحد إلا في المسجد أو حضور جنازة أو عيادة مريض وعن الحسين بن إسماعيل قال سمعت أبي يقول كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء خمسة ألاف أو يزيدون أقل من خمسمائة يكتبون والباقون يتعلمون منه حسن الأدب وحسن السمت وعن أبي بكر المطوعي قال اختلفت إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل اثنتي عشرة سنة وهو يقرأ المسند على أولاده فما كتبت منه حديثًا واحدًا إما كنت انظر إلى هديه وأخلاقه وآدابه.