أغبر عيش صاحب الترجمة وتكدر صفاؤه وأخيرًا تنبه الأمير لغلطه فأرسل إليه صرة فيها خمسون ليرة فردها وأرسل يقول أنا لا أبيع مصيبتي (وعند الله تجتمع الخصوم) ثم جاء الأمير بنفسه إلى دار المترجم فأخذ بيده واستسمح منه ولي قصيدة في هذه القصة من البحر والقافية نضرب عنها صفحا. وقد جمعت لجدي المترجم ديوانًا في أحاسن منظوماته طبعته في بيروت سنة ١٣٢٥ وإليك شيئًا منها قال رحمه الله متوسلًا:
إليك رسول الله أشكو نوائبا … لقد أنحلت جسمي وأعمت بصيرتي
وقد زاد بي سقمي وطال تمرضي … وقد ضاق بي صدري وصرت بحيرة
وحالي لا يخفاك تفصيل شرحه … فجد لي بكشف الضر واقبل عريضتي
فيا خير خلق الله بالشرف الورى … على بابك العالي أنخت مطيتي
وفيك لقد أملت نيل مقاصدي … وأرجوك يا مختار إبراء علتي
عليك صلاة الله ثم سلامه … وآلك والأصحاب في كل طرفة
وقال عاقدا حديث الرحمة المسلسل بالأولية:
لقد روينا حديثا عن مشايخنا … مسلسلا أولياء جاء منتظما
أن ترحموا تُرحموا دنيا وآخرة … فإنما يرحم الرحمن من رحما
وله في مدح الولي الشهير الشيخ حسن الراعي دفين قصبة قطنا:
في حاء حبك لم أزل مترقيًا … وبسين سرك لا أخاف ضياعي
وبنون نورك في الأنام مهابتي … ورعايتي إذ أنت نعم الراعي
وقال في شرح المنتهى ودليل الطالب من كتبنا الفقهية:
يا من يروم بفقهه … في الدين نيل مطالب
اقرأ الشرح المنتهى … واحفظ دليل الطالب
وقال مضمنا مصراع بيت للعارف بن الفارض:
أجريت من شوقي إليك مدامعي … وازداد من عشقي عليك تلهفي