الله عنه وهو سبط أبي عبد الله الصومعي وبه كان يعرف حين كان بجيلان ولد الشيخ محيي الدين سنة سبعين وأربعمائة بكيلان وأما صفته فكان نحيف البدن مربوع القامة عريض الصدر عريض اللحية طويلها أسمر اللون مقرون الحاجبين ذا صوت جهوري وسمت بهي وقدر علي وعلم وفي وكان إمام الحنابلة وشيخهم في عصره قدم بغداد شابًا ابن سبع عشرة سنة واشتغل بالقرآن حتى أتقنه وتفقه بأبي الوفاء بن عقيل وأبي الخطاب الكلوذاني والقاضي أبي الحسين بن الفرا والقاضي أبي سعد المخرمي مذهبًا وخلافًا وفروعًا وأصولًا وقرأ الأدب وسمع الحديث من جماعة كثيرين وصحب من مشايخ الطريقة الشيخ أبا الخير الدياس وأخذ عنه علم الطريقة وتأدب به وأخذ الخرقة الشريفة من يد شيخه القاضي أبي سعد المخزمي بالسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقد مجلس الوعظ سنة إحدى وعشرين وخمسمائة وقد أظهر الله تعالى الحكمة من قلبه على لسانه ولما ضاق على الناس الموضع حمل كرسي الشيخ إلى خارج البلد وجعل في المصلى وكان الناس يجيئون على الخيل والبغال والحمير والجمال ويقفون كالسور وكان يحضر المجلس نحو سبعين ألفًا ويتوب عنده خلق كثير ودرس بمدرسة أستاذه المخرمي بباب الأزج وأقام بها إلى أن مات ودفن بها وهي المنسوبة إليه الآن وكان تصدر بها للتدريس والفتوى وجلس بها للوعظ وقصدت للزيارات والنذور وتتلمذ له خلق كثير من الفقهاء والعلماء وأرباب الأحوال والمقامات وقد انتمى إليه خلق من أعيان العلماء أخذوا عنه العلوم الشرعية وسمعوا منه السنة النبوية منهم القاضي أبو يعلي الصغير وقاضي القضاة علي وأخوه القاضي حسين بن الدامغاني ومن المقادسة الحافظ عبد الغني وأخوه والشيخ موفق الدين بن قدامة وأخوه الشيخ أبو عمر وكان للشيخ عبد القادر تلميذ يقال له عمر الحلاوي خرج من بغداد وغاب ولقيت ثلاثمائة وستين شيخًا من الأولياء فما منهم من أحد إلا يقول الشيخ عبد القادر شيخنا وطريقنا إلى الله عز وجل ومدة كلامه على الناس أربعون سنة أولها سنة إحدى وعشرين وآخرها سنة إحدى وستين وخمسمائة ومدة تصدره للتدريس والفتوى بمدرسته ثلاث وثلاثون سنة أولها سنة ثمان وعشرين وآخرها سنة إحدى وستين وخمسمائة وكان يكتب ما يقوله في مجلسه أربعمائة محبرة عالم وغيره وكان كثيرًا ما يخطو في الهواء في مجلسه على رؤوس الناس