ثقيلة فأخذها ورد العمامة وخلص الشيخ عمامته بهذا الوجه الطيف. قال الشيخ تقي الدين بن تيمية ما دخل الشام بعد الأوزاعي أفقه من الشيخ الموفق وكان لا يكاد يناظر أحدًا إلا وهو يبتسم حتى قال بعض الناس هذا الشيخ يقتل خصمه بتبسمه وكان يشتغل عليه الناس من بكرة إلى ارتفاع النهار ثم يقرأون عليه بعد الظهر أما من الحديث أو من تصانيفه إلى المغرب ومناقبه وفضائله أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر - ومن كراماته ما حدث به العفيف كتايب (كذا) بن أحمد بن مهدي البانياسي بعد وفاة الشيخ بأيام قال رأيت الشيخ الموفق على حافة النهر يتوضأ فلما توضأ أخذ قبقابه ومشى على الماء إلى الجانب الآخر ثم لبس القبقاب وصعد إلى المدرسة يعني مدرسة أخيه أبي عمر ثم حلف كتايب بالله لقد رأيته يعني ومالي في الكذب حاجة وكتمت ذلك في حياته - ومن مصنفاته في أصول الدين وهي أحسنها الروضة مجلد. البرهان في مسألة القرآن ذم التأويل جزء كتاب القدر جزآن رسالة إلى الشيخ فخر الدين بن تيمية في تخليد أهل البدع في النار. ومنها في الحديث مختصر العلل للحلال مجلد ضخم - ومنها في الفقه المغني عشر مجلدات وهو من كتب الدنيا الكافي أربع مجلدات. المقنع مجلد. مختصر الهداية مجلد. العمدة مجلد صغير. ذم الوسواس وفتاوي ورسائل شتى - وله في الفضائل والزهد والرقائق شيء كثير وانتفع بتصانيفه المسلمون عمومًا وأهل المذهب خصوصًا وانتشرت واشتهرت بحسن قصده وإخلاصه في تصنيفها ولا سيما كتاب المغني فإنه عظم النفع به ونقل عن العز بن عبد السلام أنه قال لم تطب نفسي بالفتيا حتى صار عندي نسخة من المغنى وللشيخ موفق الدين نظم كثير حسن فمنه قوله:
لا تجلسن بباب من … يأبى عليك دخول داره
وتقول حاجاتي إليـ … ــه يعوقها إن لم أداره
واتركه واقصد ربها … تفضي ورب الدار كاره
تفقه على الشيخ موفق الدين خلق كثير منهم ابن أخيه قاضي القضاة شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر وسمع منه الحديث خلائق وروى عنه جماعة توفي رحمه الله يوم السبت يوم عيد الفطر سنة عشرين وستمائة بمنزله