فأخذ عنه التفتيق وكلام قريش وأخذ الشافعي عنه معرفة الحديث قال عبد الله وسمعت أبي وذكر الشافعي يقول ما استفاد منا أكثر مما استفدناه عنه وقال الخطيب في أول كتاب السابق واللاحق حدث عن أحمد بن حنبل أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي وأبو القاسم البغوي فتوفي الشافعي سنة أربع ومائتين وتوفى البغوي سنة سبع عشرة وثلاثمائة وقال الربيع كان الشافعي يختم في كل ليلة ختمة فإذا كان شهر رمضان ختم في كل ليلة ختمة وفي كل يوم ختمة وقال أحمد بن حنبل ستة أدعو لهم سحرًا أحدهم الشافعي رضي الله عنه قال الشافعي حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين قال الربيع بن سليمان كان الشافعي يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة قال إسحاق بن راهويه لقيني أحمد بن حنبل بمكة فقال تعال حتى أريك رجلًا لم تر عيناك مثله فأراني الشافعي وكان رضي الله عنه كثير المناقب جم المفاخر منقطع القرين اجتمعت فيه من العلوم بكتاب الله تعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة وآثارهم واختلاف أقاويل العلماء وغير ذلك من معرفة كلام العرب واللغة والعربية والشعر ما لم يجتمع في غيره حتى أن الأصمعي مع جلالة قدره في هذا الشأن قرأ عليه أشعار المذللين ومناقب الشافعي وفضائله كثيرة لا يمكن حصرها وتحتمل الأفراد بالتأليف وهو اول من تكلم في اصول الفقه وهو الذي استنبطه وقال أبو ثور من زعم أنه رأى مثل محمد بن إدريس في علمه وفصاحته ومعرفته وثباته وتمكينه فقد كذب وقال الإمام أحمد بن حنبل ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منه. ومن أولاد الشافعي أبو عثمان محمد كان قاضي مدينة حلب وتوفي الإِمام الشافعي بمصر يوم الجمعة ودفن من يومه بعد العصر آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين بالقرافة الصغرى وقبره مشهور بزار نفعنا الله به وحكى الزعفراني قال سمعت أحمد بن حنبل يقول رأيت في المنام كأن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات وكأن الناس قد أقبلوا إلى جنازته قال فأصبحت ونظرنا فإذا الشافعي قد مات في ذلك اليوم.