الحكمة وبحرًا من بحور الفضائل له اليد الطولى في الفقه والفرائض وغيرهما أخذ عن جماعة من الأعيان كالشيخ يحيى بن الشرف موسى الحجاوي الدمشقي والشيخ عبد الله الدنوشري الشافعي والجمال عبد القادر الدنوشري الحنبلي والنور على الحلبي والشهاب أحمد الوارثي الصديقي. ترجمه الأمين المحبي في تاريخه فقال شيخ الحنابلة بمصر وخاتمة علمائهم بها الذائع الصيت البالغ الشهرة كان عالمًا عاملًا ورعًا متبحرًا في العلوم الدينية صارفا أوقاته في تحرير المسائل الفقهية ورحل الناس إليه من الآفاق لأخذ مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه فإنه انفرد في عصره بالفقه وأخذ عن أكثر المتأخرين من الأصحاب الحنابلة منهم الجمال يوسف البهوتي والشيخ محمد البهوتي ومحمد بن أبي السرور البهوتي وإبراهيم بن أبي بكر الصالحي وغيرهم ومن مؤلفاته شرح الإقناع للمشرف موسى الحجاوي في ثلاثة أجزاء ضخام وحاشية على الإقناع المذكور وشرح المنتهى لتقي الدين الفتوحي في ثلاثة أجزاء أيضًا وحاشية على المنتهى المذكور وشرح زاد المستقنع للحجاوي وشرح المفردات للشيخ محمد بن عبد الهادي المقدسي وكان ممن انتهى إليه التدريس والفتوى وكان سخيا له مكرام دارة. وكان في كل ليلة جمعة يجعل ضيافة ويدعو جماعته من المقادسة وإذا مرض منهم أحد عادة وأخذه إلى بيته ومرضه إلى أن يشفى وكانت الناس تأتيه بالصدقات فيفرقها على طلبته بالمجلس ولا يأخذ منها شيئًا وكانت وفاته ضحى يوم الجمعة عاشر شهر ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين وألف بمصر القاهرة ودفن بتربة المجاورين انتهى.
قال المؤلف الغزي وترجمه شيخنا الشمس محمد السفاريني رحمه الله وقال في ترجمته هو أحد أعلام المذهب المتأخرين كان كثير العبادة غزير الإفادة والاستفادة رحل إليه الحنابلة من الديار الشامية والنواحي النجدية والأراضي المقدسية والضواحي البعلية وتمثلوا بين يديه وضربت الإبل اباطها إليه وعقدت عليه الخناصر. وقال من حظي بنظره هل من مفاخر فأخذ عنه الشيخ عبد الباقي الدمشقي والشيخ محمد الخلوتي والشيخ ياسين اللبدي والشيخ عبد الحق اللبدي والشيخ يوسف الكرمي في آخرين ومن مؤلفاته شرح الإقناع والمنتهى