للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخذت من أهل الحرم المدني عن جماعة من أجلهم الشيخ عبد الرحمن الخياري فقد أجازني ولله الحمد أهل مكة والمدينة ومصر ودمشق وبيت المقدس وأعلى أسانيدي في جميع مرويات الحافظ بن حجر وفي جميع كتب الحديث عن الشيخ حجازي الواعظ عن ابن أركماس عن الحافظ العسقلاني انتهى. وحضر صاحب الترجمة دروس الحديث تحت قبة النسر من الجامع الأموي عند الشمس الميداني ثم درس الحافظ شيخ الإسلام النجم الغزي ودروس التفسير عند الشيخ عبد الرحمن العمادي المفتي وأجاز له من مصر غير من تقدم ذكرهم وكلهم كتبوا له الاجازات وعنونوه فيها بالشيخ الإمام العلامة النحرير الفهامة إلى غير ذلك من الأوصاف وقد تصدر للاقراءَ بالجامع الأموي في سنة إحدى وأربعين وألف بكرة النهار وبين العشائين فقرأ الجامع الصغير في الحديث مرتين وتفسير الجلالين مرتين وقرأ صحيح البخاري بتمامه وصحيح مسلم والشفاء والمواهب والترغيب والترهيب والتذكرة للقرطبي وشرح البرأة والمنفرجة والشمائل والاحياء جميع ذلك بطرفيه ولازم ذلك ملازمة كلية بمحراب الحنابلة أولا ثم بمحراب الشافعية ولم ينفصل عن ذلك شتاء ولا صيفا ولا ليلة عيد حتى ليلة وفاة زوجته وحتى ليلة عرس ولديه وكان فيه نفع عظيم وله خلوة في المدرسة البدرأية معروفة به ودرس بالمدرسة العادلية الصغرى وصار خطيبًا بجامع منجك في محلة مسجد الاقصاب وأخذ عنه خلق كثير أجلهم الأستاذ الكبير برهان الدين إبراهيم الكوراني نزيل المدينة المنورة والأستاذ العارف الشيخ عبد الغني النابلسي وهو أبوه من الرضاع والسيد العالم محمد بن عبد الرسول البرزنجي المدني وولد صاحب الترجمة محدث دمشق الشيخ محمد أبو المواهب والشيخ مصطفى بن سوار شيخ المحيا بدمشق والشيخ رمضان بن موسى العطيفي والشيخ عبد الحي العكري وغيرهم وله مؤلفات منها شرح على البخاري لم يكمله وكان شيخ القراء بدمشق ونظم الشعر إلا أن شعره شعر الفقهاء؟ وبالجملة ففي ذكر ما اشتمل عليه. من العلوم والأوصاف الحميدة ما يغني عن الشعر وأشباهه وكانت وفاته ليلة الثلاثاء سابع عشري ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وألف ودفن بتربة الغربا من مقبرة الفراديس رحمه الله تعالى.

<<  <   >  >>