والده سنة ١٠٤٨ وجهت له عنه فتوى السادة الحنابة وبقي مفتيًا لهم إلى وفاته وله شعر لطيف فمنه قوله:
تمتعتما يا ناظري بنظرة … وأوردتما قلبي أشد الموارد
أعيناي كفا عن فؤادي فإنه … من البغي سعى اثنين في قتل واحد
واجتمع بدمشق هو والشمس محمد بن أحمد السفاريني في منتزه بدمشق فانشد صاحب الترجمة مساجلا السفاريني بقوله:
أحبتنا لئن زالت عهود … لكم فعهودنا أبدًا تدوم
وإن طال الفراق بنا تركنا … قلوبا في دياركم تحوم
فقال الشمس السفاريني:
عسى ولعلما فرج قريب … تزول به المصائب والهموم
فعادته إذا ما ضاق أمر … أتي فرج به تبرا الكلوم
وابتنى صاحب الترجمة قاعة في داره فكتب له الأديب سعيد بن محمد الشهير بابن السمان قوله:
لله قاعة أنس طاب موردها … للوافدين وللالاف معهدها
حوت بدائع وشي لا يماثلها … زهر الرياض وزهر الأفق تجسدها
فالسعد في ربعها ألقى مقالده … وداعيات المنى فيها ترددها
قد شادها أحمد الوصف الجميل ومن … به عيون الأماني قر سؤددها
سليل قوم بها الأيام قد فخرت … وافتر عن مبسم الاسعاد مقصدها
لا زال من حادثات الدهر في دعة … من حلها ودواعي اليمن تقصدها
ما صاح في ربعها الأسنى مؤرخها … يا قاعة في مراقي المجد أحمدها
وكان صاحب الترجمة طويل القامة جسيم البدن أشقر اللون وكان له تردد على أعيان دمشق ورؤسائها وجسارة واقدام في الأمور ومشاركة في العلوم وكانت وفاته في العشرين من شعبان سنة اثنين وسبعين ومائة وألف وصلي عليه في