الدين ولد في منتصف جمادي الآخرة سنة ست وأربعين ومائة وألف وقرأ القرآن العظيم على محمد بن أحمد بن سيف وأحمد بن سليمان النجديين وأخذ بعد ذلك في طلب العلم فقرأ في مبادئ الفقه على خاله الشيخ عثمان بن عبد الله وحج من بلادهم ثلاث مرات وفي المرة الأخيرة قدم دمشق صحبة الركب الشامي فدخلها في صفر سنة ١١٨١ واستقام بها لطلب العلم فأخذ الفقه وأصوله عن شيخنا الشهاب أحمد بن عبد الله البعلي والشيخ محمد بن مصطفى اللبدي وأخذ العربية عن شيخنا القطب عمر بن عبد الجليل البغدادي وحضر في الصحيحين على شيخنا الشهاب أحمد بن عبد الله العطار في الجامع الأموي بين العشائين وأخذ الفرائض عن الشيخ إبراهيم الكردي وحضر دروس شيخنا المحقق علي أفندي الطاغستاني ونبل قدره وعلا ذكره ودرس في الجامع المعمور الأموي بعد وفاة شيوخنا وأقبلت عليه الحنابلة وانتفعوا به وصار مرجعا في مسائل المذهب ودقائقه وكان فقيرًا صابرًا عليه سيما العلم والعمل والتقوى وكان متقللا من الدنيا معرضا عن زخارفها لا يتردد إلى أحد من أبنائها مثابرًا على صلاة الجماعة في الجامع الأموي مصون اللسان عن اللغو وبالجملة فهو آخر الفقهاء الحنابلة موتا بدمشق ولم يزل على هذه الحالة حتى توفي مطعونا شهيدًا طعن ليلة الأربعاء سادس عشر شوال سنة خمس أو ست ومائتين وألف توفي بعيد عصر اليوم المذكور وهو في غاية من اليقظة وصلي عليه في مسجد الشيخ عبد الله المنكلاني بمحلة القيمرية ودفن قبيل الغروب في الجبانة الرسلانية تجاه السور الدمشقي وكثر الأسف عليه رحمه الله تعالى.