للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- رحمه الله تعالى - وقد رثاه الشعراء وأثنى عليه العلماء وتداول الرسائل فيه المسلمون، ونختار من ذلك بعض قصيدة الشيخ حسين بن غنام في رثائه وهي:

إلى الله في كشف الشدائد نفزع … وليس إلى غير المهيمن مفزع

لقد كسفت شمس المعارف والهدى … فسالت دماء في الخدود وأدمع

إمام أصيب الناس طرًا بفقده … وطاف بهم خطب من البين موجع

وأظلم أرجاء البلاد لموته … وحل بهم كرب من الحزن مفظع

شهاب هوى من أفقه وسمائه … ونجم سوى في الترب واراه بلقع

وكوكب سعد مستنير سناؤه … وبدر له في منزل اليمن مطلع

لقد رفع المولى به رتبة الهدى … بوقت به يعلى الضلال ويرفع

أبان له من لمعة الحق لمحة … أزيل بها عنه حجاب وبرقع

سقاه نمير الفهم مولاه فارتوى … وعام بتيار المعارف يقطع

سما ذروة المجد التي ما ارتقى لها … سواه ولا حاذاه فيها سميدع

وشمر في منهاج سنة أحمد … يشيد ويحيي ما تعفى ويرقع

وينقي الأعادي عن حماه وسوحه … ويدمغ أرباب الضلال ويدفع

يناظر بالآيات والسنة التي … أمرنا إليها في التنازع نرجع

فاضحت به السمحاء يبسم ثغرها … وأمسى محياها يضيء ويلمع

وجرت به نجد ذيول افتخارها … وحق لها بالألمعي ترفع

فآثاره فيها سوام سوافر … وأنواره فيها تضيء وتلمع

لقد وجد الإِسلام بعد فراقه … مصابًا خشينًا بعده يتصدع

وطاش ذوو الأحلام والفضل والنهي … وكادت به الأرواح تترى وتتبع

وطارت قلوب المسلمين بموته … وظنوا به أن القيامة تقرع

وفاضت عيون واستهلت مدامع … يخالطها مزج من الدم مهيع

بكاه ذوو الحاجات يوم فراقه … وأهل الهدى والحق والدين أجمع

فمالي أرى الأبصار قلص دمعها … وليست على فقداه تهمى وتدمع

ومالي أرى الألباب تبدي قساوة … وليست على ذكراه يومًا توجع

لقد غدرت عين تضمن بمائها … عليه وكبد قد أبت لا تقطع

<<  <   >  >>