والشمس محمد الكزبري والشهاب أحمد العطار والسيد محمد العاني والشيخ أحمد البعلي وتلميذه الشيخ محمد اللبدي واستجاز الشيخ يحيى الجامي المدني لما قدم إلى دمشق سنة ١٢٠٥ وكثيرين غيره وولي إفتاء الشافعية بدمشق بعد وفاة والده في محرم سنة ١٢٠٣ وألف مؤلفات لطيفة أغلبها في التاريخ والأدب فمنها هذه الطبقات التي سماها النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل ورتبها على ثلاث عشرة طبقة كل طبقة لخمس عشرين سنة من أول القرن العاشر مصدرة بمقدمة ذكر فيها سبب التأليف وشيوخه من الحنابلة وترجمة الإمام رضي الله عنه ومنها التذكرة الكمالية وهي عشرون جزءًا تحتوي على فوائد وآداب شتى وقد رأيت الطبقات والتذكرة في مكاتب آل المترجم بخط يده فإذا في الطبقات نقص لم يقدر له إكماله وفي التذكرة بياض كثير ومن مؤلفاته التامة المورد الأنسي في ترجمة الشيخ عبد الغني النابلسي وله غير ذلك وشعره كثير ونثره غزير وكان بينه وبين المولى خليل أفندي المرادي مفتي دمشق ومؤرخ القرن الثاني عشر صحبة شديدة ومحبة أكيدة ومكاتبات أدبية ومساجلات شعرية ولا عجب فإن بينهما جامعة الإفتاء والفتوة والأدب حتى نقل له المرادي في تاريخه المذكور شيئًا من الشعر وممن اجتمع بالمترجم الأديب الشهير السيد أحمد البربير والبيروتي فكتب إليه قوله:
ضقت لعبد الكمال ذرعًا … وزاد طول البعاد دائي
إن فراق الكمال نقص … حتى على البدر في السماء
يا سيدي زدت بعادي إلى … أن صار جسممي للتجافي خيال
أنقصت حظ الصب مع أنه … لم ير في خلق إلا الكمال
فإذا المترجم بقوله:
مولاي ياذا المكرمات التي … في نظمها والحسن تحكي اللآل
ومن رقى هام العلى وانتهى … لفضله بين الورى الانتهال