الخط وفنونه عن العالم الصوفي الكاتب الشيخ مصطفى بن عبد الله بن محمود الكردي المتوفى بدمشق سنة ١٢٠٢ ومن لطائف صاحب الترجمة ما حدثنا به العالم المقري الشيخ عبد الله الحموي وكان قد أدركه قال طلب من المترجم قطعة تعلق فوق ضريح سيدنا يحيى في الجامع الأموي فكتب لهم قطعة فيها قوله تعالى {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} فوضعوها على الضريح المنوه به فلما رآها العلامة الشيخ حامد العطار قال لمن معه ما كتب هذه القطعة إلا حنبلي؟ قالوا له نعم كتبها الحاج عبد اللطيف شطي - ومن نوادره المشهورة ما حدثنا به العم الكبير العلامة الشيخ أحمد الشطي قال كان طرق أحد اللصوص داره التي هي الآن دار بني النابلسي في دخلة بني الشطي من محلة العمارة وتكررَ نزله عليه فتفكر في أمره واصطنع له فجا يقبض عَلَى رجله إذا نزل وجعله بصورة الكرسي ثم وضعه في الموضع الذي ينزل اللص منه فلما كان الليل نزل اللص ووضع رجله على الكرسي المذكور فقبض على رجله وآثر اللص على نفسه فتخلص من الفخ وفر هاربا والدم يقطر من رجله فلما خرج صاحب الترجمة إلى السطح عرف تفلت اللص من الفخ وانجراحه به فتعقب في الصباح أثر الدم حتى عرف دار اللص فذهب إليه وتهدده بالبطش والإهانة فشكى له حاله وتاب على يديه ثم أكرمه صاحب الترجمة وعفا عنه - وأخبرنا العم المذكور أنه كان لبعض أعيان دمشق زوجان من (وروير) أو نحوه قد فقد أحدهما فأتى إلى المترجم بالآخر وطلب منه أن يصنع له مثله ففعل وأتقن حتى جاء صاحبهما المصنوع له فلم يكد يفرق بينهما - واطلعت أنا الفقير محمد جميل الشطي على قنينته من البلور قالوا أنها لا تقبل التحليل لها فوهة لا تدخل الاصبع منها وهي مكتوبة من داخلها بالحبر الأسود وفي ضمنها أدوات كبيرة خشبية بحيث إذا رآها الرائي يأخذه العجب من أمرها - وعلى كرة أرضية مركوزة على أسكملة لطيفة وعليها رسوم الأفلاك والمنازل بصورة تروق الناظر وتسر الخاطر وله غير ذلك من التحف النفيسة وكانت وفاته سنة اثنين وخمسين ومائتين وألف ودفن في مقبرة آل شطى من السفح القاسيوني وقد رثاه ابن عمه سيدي الجد الكبير ببيتين كتبهما بخطه عَلَى لوخ قبره وهما.