للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمد الطيبي إفرادًا وجمعًا للقراء السبعة وكان له خط حسن كتب به عدة كتب ومجاميع على كتابته رونق ظاهر وله تفنن في الكتابة ووضعها في جداول مستديرة ومستطيلة ومربعة إلى غير ذلك وله تآليف لطيفة منها تاريخ من آدم عليه السلام إلى دولة السلطان قايتباي وقطعة من تاريخ دمشق وما يتعلق بها وكتاب فيمن ولي قضاء الحنابلة استقلالًا في ولاية ملوك مصر ورسالة في تواريخ الأنبياء من لدن آدم إلى نبينا محمد صلى الله عليهم وسلم ورسالة مشتملة على مدة الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ورسالة في ذكر أخبار الملوك المصرية ورسالة مختصرة من كتاب أبي شامة في أخبار الدولتين النورية والصلاحية وغير ذلك من التعاليق والفوائد والأشعار والأدبيات والتاريخيات وله من الشعر:

أليس عجبًا أن حظيَ ناقص … وغيري له حظ وأني لأكمل

وقوله في ناعورة:

لقد كنت غصنًا في الرياض منعما … أميس ونصبي في أمان من الخفض

فصيرني صرف الزمان كما ترى … فبعضي كما لاقيت يبكي على بعض

وما ألطف قول ابن نباتة فيها:

وناعورة قالت وقد ضاع قلبها … وأضلعها كادت تعد من السقم

أدور على قلبي لأني فقدته … وأما دموعي فهي تجري على جسمي

وكانت وفاة القاضي أكمل في خامس عشري ذي الحجة سنة إحدى عشرة بعد الألف انتهى. يقول المختصر: هذا آخر من عرف من بني مفلح في دمشق وقد انقرضت هذه الأسرة ولم يبق منها سوى الأسباط وهم بنو الاسطواني الأسرة الكبيرة المعروفة بدمشق تولوا عنهم أوقافًا ووظائف كثيرة ومن الاتفاق العجيب أن صاحب الترجمة تلقى القضاء عن سبعة آباء فهو أكمل الدين محمد بن برهان الدين إبراهيم بن نجم الدين عمر بن برهان الدين إبراهيم بن أكمل الدين محمد بن شرف الدين عبد الله بن شمس الدين محمد تلميذ ابن تيمية وقد أثبتنا تراجمهم جميعًا في هذا الكتاب فسبحان مغير الدول ومحول الأحوال.

<<  <   >  >>