للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والآخر وبين السجدتين يفضي بوركه إِلى الأرض وينصب قدمه اليمنى (١)، ويضع كفيه في الجلستين على فخذيه، ويقبض يده اليمنى ويشير بأصبعه الَّتي تلي إِبهامه، ويبسط كفه اليسرى على فخذه اليسرى (٢)، ويسجد المصلى ويستقبل في سجوده بصدور قدميه القبلة" (٣).

قال الشَّافِعِي: الجلوس في التشهد يجلس على قدمه اليسرى وينصب قدمه اليمنى (٤)، وفي الجلسة الثانية يفضي بإِليته إِلى الأرض (٥).


= الالتفات في الصَّلاة فقال: "هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد". انظر: التمهيد ٢١/ ١٠٤، شرح الزرقاني على الموطأ ١/ ٤٧١.
(١) وهذا النوع من الجلوس يعرف "بالتورك".
(٢) التفريع ١/ ٢٢٨، النوادر والزيادات ١/ ١٨٧، الإِشراف على نكت مسائل الخلاف ١/ ٢٨٣، التمهيد ٣/ ١٩٣، تفسير القرطبي ١/ ٣٦١، وفي موطأ مالك ١/ ٨٨، وصحيح مسلم ٢/ ٩٠، عن على بن عبد الرحمن المعاوىِّ أنَّه قال: رآنى عبد الله بن عمر وأنا أعبث بالحصى في الصَّلاة فلما انصرف نهانى فقال اصنع كما كان رسول الله يصنع، فقلت: وكيف كان رسول الله يصنع؟ قال: كان إِذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها، وأشار بإِصبعه التى تلى الإِبهام، ووضع كفه اليسرى غلى فخذه اليسرى وقال: هكذا كان يفعل.
قال ابن عبدالبر: "وما وصفه ابن عمر من وضعه كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابع يده تلك كلها إِلَّا السبابة منها فإِنَّه يشير بها ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى مفتوحة مفروجة الأصابع، كل ذلك سنة في الجلوس في الصَّلاة مجمع عليه ولا خلاف علمته بين العلماء فيها وحسبك بهذا، إِلَّا أنَّهم اختلفوا في تحريك أصبعه السبابة فمنهم من رأى تحريكها ومنهم من لم يره، وكل ذلك مروي في الآثار الصحاح "المسندة عن النبي وجميعه مباح والحمد لله".
(٣) التفريع ١/ ٢٢٩، النوادر والزيادات ١/ ١٨٧.
(٤) وهذا هو المعروف بالافتراش.
(٥) وهو التورك كما سبق. انظر: الحاوي للماوردي ٢/ ١٣٢، التنبيه ١/ ٣١، المجموع ٣/ ٤٥٠، شرح الوجيز ٣/ ٤٩٤، أسنى المطالب ١/ ١٦٤، اللباب ١/ ٨٩.

<<  <   >  >>