للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب ما جاء في صلاة الخسوف (١)

قال عبد الله بن عبد الحكم: "وصلاة الخسوف سنة (٢)، فإِذا خسفت الشمس خرج الإِمام إِلى المسجد وخرج النَّاس معه فدخل القِبْلَة بغير أذان، ولا إِقامة (٣)، يكبر تكبيرة واحدة، ثمَّ يقرأ بأم القرآن، ثمَّ بعدها سورة طويلة سرًّا في الصَّلاة كلها، فإِذا فرغ من قراءته ركع ركوعًا طويلًا كقراءته، ثمَّ رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده فقرأ بأم القرآن، ثمَّ قرأ بعدها سورة طويلة دون قراءته الأولى، ثمَّ يركع ركوعًا طويلًا لا يشبه طول قراءته الأولى، ثمَّ يرفع رأسه فيقول سمع الله لمن حمده، ثمَّ يخر ساجدًا فيسجد سجدتين تامَّتين، ثمَّ يقوم قائمًا فيقرأ بأم القرآن وسورة بعدها طويلًا دون طول الَّتي قبلها، ثمَّ يركع ركوعًا يشبه طول قراءته، ثمَّ (٤) يرفع رأسه فيقرأ بأم القرآن، ثمَّ يقرأ بعدها سورة طويلة دون القراءة الَّتي قبلها، ثمَّ يركع ركوعًا طويلًا كطول قراءته، ثمَّ يرفع فيسجد سجدتين، ثمَّ يجلس ويتشهد ويدعو ويسلم، ثمَّ يستقبل النَّاس فيذكرهم ويخوفهم ويأمرهم إِذا رأوا ذلك أَن يكبروا الله


(١) قال أهل اللغة: خسوف العين ذهابها وغيبوبتها وغورها، أي دخولها في الرَّأس، وخسوف المكان ذهابه في الأرض، وخسوف الشيء نقصانه، وخسوف القمر ذهاب ضوئه، والخسف أيضًا الذل، والكسوف التغير إِلى السواد، ومنه كسف وجهه إِذا تغير، وكسفت الشمس أي اسودت وذهب شعاعها، والمشهور على ألسنة الفقهاء استعمال الكسوف للشمس، والخسوف للقمر، وهو اختيار ثعلب ورجحه الجوهري، وقيل: الكسوف والخسوف يضافان للشمس والقمر بمعنى، كما ورد في بعض الأحاديث والله أعلم. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٨٣، مرقاة المفاتيح ٥/ ١٢١.
(٢) المدونة ١/ ٢٤٢، التفريع ١/ ٢٣٥، المنتقى ١/ ٤٥٣.
(٣) التفريع ١/ ٢٣٥.
(٤) هذه الكلمة "ثم" غير مذكورة بالأصل.

<<  <   >  >>