للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باب السهو في الصلاة (١)

قال عبد الله بن عبد الحكم: "وكل سهو في الصَّلاة كان نقصانًا منها مثل أَن يقوم من اثنين فنقص التشهد والجلوس فإِنَّه يسجد سجدتين قبل السَّلام (٢)، وكذلك فعل رسول الله " (٣).

قال أبو حنيفة: سجود السهو بعد السَّلام في الزيادة والنقصان (٤).

وقال الشَّافِعِي: سجود السهو قبل السَّلام كله في الزيادة والنقصان (٥).

قال عبد الله بن عبد الحكم: "وإِن كثر السهو في الصَّلاة أو قل فيجزئ


(١) السهو لغة: الغفلة والذهول عن الشيء، ويقال: افعل ذلكِ سهوًا رهوًا عفوًا، وحملت المرأة سهوًا، حبلت على حيض، مِنْ سَهَا يَسْهُو سَهْوًا: أَيْ غَفَلَ، قال اللَّيْث: السَّهْوَ الغَفْلة عن الشيء وذَهابُ القلب عنه، وإِنه لساه بيِّنُ السَّهْو، والسَّهْوُ، وسها الرجلُ في صَلاته، إِذا غَفَل عن شيء منها. وفي اصطلاح الفقهاء: هو ما يكون في آخر الصَّلاة أو بعدها لجبر خلل، بترك بعض مأمور به أو فعل بعض منهي عنه دون تعمد. والفرق بين السهو والنسيان، أَن السهو تزول الصورة عن الفكر مع بقائها في الحافظة، وأمَّا في النسيان فإِنها تزول من الفكر والحافظة معًا. انظر: الإِقناع ٢/ ٨٩، لسان العرب ١٤/ ٤٠٦، المعجم الوسيط ١/ ٤٥٩، معجم لغة الفقهاء ص ٢٥١، الموسوعة الفقهية الكويتية ٢٤/ ٢٣٤.
(٢) المعونة ١/ ١٠٦، التاج والإِكليل ٢/ ١٨، مواهب الجليل ٢/ ٢٨٩، الفواكه الدواني ١/ ٢٧.
(٣) يشير المؤلف إِلى حديث عبد الله بن بحينة أنَّه قال: صلَّى لنا رسول الله رَكْعَتَيْنِ من بعض الصلوات، وفي رواية: الظهر ثمَّ قام فلم يجلس، فقام النَّاس معه فلما قضى صلاته ونظرنا تسليمه كبّر قبل التسليم فسجد سجدتين وهو جالس ثمَّ سلم. أخرجه البخاري ١١٦٦، ومسلم ٥٧٥.
(٤) شرح معاني الآثار ١/ ٤٤٢، المبسوط ٢/ ٢٥٩، الجوهرة النيرة ١/ ٩١، المحيط البرهاني ٢/ ٢٤٦.
(٥) الأم ١/ ١٣٠، الأوسط ٣/ ٣٠٨، المجموع ٤/ ١١٠.

<<  <   >  >>