للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعلى مراتب الأدب مع الله سبحانه التوحيد؛ قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: ٣٦].

وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦].

وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (٤٨)} [النساء: ٤٨].

ومن أعظم مظاهر سوء الأدب مع الله في الأفعال: المجاهرة بالعصيان، ومحاربة الرحمن، ورد أمر الله اتباعًا لأمر الهوى والشيطان، ومن ذلك: سماع الكذب، وأكل السحت، وهذا من أخبث صفات اليهود.

قلت: ومن الفهم القاصر عند البعض ظنّهم أنه لا أدب مع الله، بل الخُلُق يكون فقط مع الخَلق وليس الخَالق؛ ولهذا نبَّه العُلَماء على ذلك كثيراً، ومنهم العلامة محمد بن صالح العثيمين حيث قال: "إن كثيرًا من الناس يذهب فهمه إلى أن حسن الخلق خاص بمعاملة الخَلقِ دون معاملة الخَالق، ولكن هذا الفهم قاصر، فإن حُسْنَ الخُلُق كما يكون في معاملة الخَلق، يكون أيضًا في معاملة الخَالق.

فموضوع حُسن الخُلُق إذًا: معاملة الخالق -جل وعلا-، ومعاملة الخَلق أيضاً، وهذه المسألة ينبغي أن يتنبه لها الجميع.

وحسن الخُلُق في معاملة الخَالق يجمع ثلاثة أمور:

١ - تَلقَّي أخبار الله عز وجل بالتَّصديق.

٢ - تلقَّي أحكامة بالتَّنفيذ والتَّطبيق.

<<  <   >  >>