سيرها، عندما سألتها أن تعتذر، غضبت أمّها وقالت: لا أريدك أن تعطي ابنتي درسًا في الأخلاق، فأنا أعرفها جيدًا، وأعرف كيف ربيتها!!
أرأيتم هذه الأم المغرورة الجاهلة كيف تغرس في ابنتها سوء الخلق والكبر.
أحسن الناظم عندما قال:
مشى الطاووسُ يوماً باعوجاجِ ... فقلدَ شكل مشيته بنوهُ
فقالَ علامَ تختالونَ؟ قالوا: ... بدأت به ونحن مقلدوهُ
فخالف سيركَ المعوجَّ واعدل ... فإنا إن عدلت معدلوه
أما تدري أبانا كلُّ فرعٍ ... يجاري بالخطئ من أدبوه
وينشأ ناشئ الفتيان منا ... على ما كان عوَّده أبوه
وهناك قصة -كما في حديث رواه مسلم- عن الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا، ثم عرضت له التوبة، فسأل عن أعلم أهل الأرض (١) .. يُتخذ شاهد لهذا الفصل.
والشاهد أننا نعيش في بيئة تؤثر فينا، وتحوطنا العادات فنتشرب منها، ونحن عندما يدركنا الله -تبارك وتعالى- برحمته، ونفهم الإسلام الفهم الصحيح، ونبدأ بعملية التزكية والتطهير، فالطريق الأول للتخلص من الأخلاق السيئة التي ورثناها، يكون باتباع الخطوات التالية:
أولًا: الأقلاع عن الأخلاق السيئة.
أحد شروط التوبة، ويحتاج إلى ما يسمى في الأخلاق بالإرادة، والإرادة
(١) أخرجه مسلم في التوبة (٢٧٦٦)، باب: قبول توبة القاتل.