تَعَمَّدني بِنُصحكَ في انفرادي ... وَجَنبني النصِيحَةَ في الجَمَاعهْ
فإن النُّصحَ بين النَّاسِ نَوعٌ ... مِنَ التوبيخِ لا أَرضى استمَاعهْ
وَإن خَالفتَني وَعَصِيتَ أمري ... فلا تَجزعْ إذا لم تُعطَ طاعَهْ
فالحذر من أن ينتقد العالم بأسلوب ينال من هيبته عند صغار الطلبة أو العوام، وليس المراد بترك الاعتراض على العلماء ترك الاعتراض بالكلية، بل المراد ترك الاعتراض في موضع الاحتمال والاجتهاد، وترك الاعتراض المقصود لذاته، وترك المبادرة إلى الاعتراض دون تثبت وتبين.
[٢ - إبرام الشيخ وإضجاره]
من الأخلاق السيئة إبرام الشيخ وإضجاره، وذلك عن طريق الأسئلة المعروفة والمكررة والمعادة؛ لما يترتب عليها من ضياع للوقت، وإجهاد للشيخ.
قال الإمام الزهري:"إعادة الحديث أشد من نقل الصخر".
ومن الأمثلة الدالة على ذلك أيضاً إطالة الجلوس عند الشيخ وهو كاره، أو زيارته في غير الأوقات المناسبة، أو الاتصال به في الأوقات المكروهة، فينبغي لطالب العلم أن يتحين الوقت المناسب لزيارة شيخه أو سؤاله أو القراءة عليه.
قال ابن عباس - رضي الله عنه -: وجدت عامة علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند هذا الحي من الأنصار، إن كنتُ لأقيل بباب أحدهم ولو شئت أن يؤذن لي عليه لأذن لي عليه، ولكن ابتغى بذلك طيب نفسه.
ومن سوء الأدب أن يؤمر الشيخ ويطلب منه على وجه الغصب، ويلزم