يجب عليه كاملًا، فيخلص في عمله، ويبذل جهده على حقوق الناس التي وضعت بين يديه، فليس هناك خيانة أعظم من رجل أسند إليه أمر من أمور المسلمين حتى لو قل، فخان الأمانة.
فمن الناس من يترك العمل ويشتغل بما لا يجب عليه من مطالعة التلفاز، أو اللعب في الحاسب الآلي، ومنهم من يترك المكان المسند إليه ليعمل فيما لا يجب عليه في مكان آخر، ومنهم من يذهب للمطاعم والأسواق، ومنهم من يقرأ كتابًا وصحيفة ويترك ما يجب عليه، ومنهم من يشغل نفسه بالأحاديث الجانبية، وأسوأ من ذلك ترك العمل لتعاطي المحرمات.
عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له"(١).
* حكم صلاة السنن خلال العمل:
إذا كانت الصلاة المسنونة لا تؤثر على العمل، فلا بأس بها، أمَّا إذا كانت تخل به، وتؤثر عليه، فإن العمل واجب وصلاة السنن مستحبة كصلاة الضحى أو الوتر، وكذلك قراءة القرآن؛ لأن الوقت مخصص للعمل وليس للنوافل.
٨ - عدم استغلال الوظيفة.
تقدم الحديث قريبًا عن الذي يستغل الوظيفة -بل والموظفين- لصالحه، وهو الغش المحرم شرعًا، والخيانة للأمانة.
٩ - التحلي بالأخلاق الحسنة.
يكفي في التحلي بالأخلاق الحسنة أنها سبب لمحبة الله تعالى، ومحبة
(١) صحيح. أخرجه أحمد، وابن حبان، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٧١٧٩).