قال الإمام ابن حزم -رحمه الله-: "اتفقوا على توقير أهل القرآن والإسلام والنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك الخليفة والفاضل والعالم، وقد بلغ من تعظيم العلماء، ووجوب صيانة تاريخ أكابر المسلمين إلى حد النص عليه في كتب العقائد، بحيث لا يخالف في ذلك إلا شاذ خارج عن الجماعة".
يقول الإمام الطحاوي:"وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين، أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر، لا يُذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير سبيل" اهـ (١).
إنهم أتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -، السائرون على هديه، والناهلون من علمه أهل السنة والجماعة، أصحاب العقيدة السلفية النقية.
كيف لا وهم حفظة القرآن الكريم، وحملة السنة النبوية، كيف لا وهم أئمة الهدى وورثة الأنبياء، أليسوا هم حراس الدين وحماته من الابتداع والتحريف، وعصمة الأمة من الانحراف والضلال في زمان الفتن، فإن المسيئ لهم والطاعن عليهم قد ركب متن الشطط، ووقع في أقبح الغلط؛ لأن حرمتهم مضاعفة، وحقوقهم متعددة، وقد جعل الله لهم حقوق المسلم عامة، ثم لهم حقوق أخرى خاصة، فإن الله -سبحانه وتعالى- رفع المؤمنين على من سواهم، ثم رفع أهل العلم على سائر المؤمنين؛ فقال سبحانه:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}[المجادلة: ١١]. فلهم مكانة عالية ينبغي أن تتأصل في نفوس