للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[آداب حسن الجوار]

١ - حفظ حقوقه العامة.

وله حق كبير عليك، فإن كان قريبًا منك في النسب وهو مسلم فله ثلاثة حقوق: حق الجوار، وحق القرابة، وحق الإسلام.

وإن كان مسلمًا وليس بقريب في النسب فله حقان: حق الجوار، وحق الإسلام، وإن كان غير مسلم وهو قريب، فله حقان: حق القرابة وحق الجوار، وإن كان غير مسلم وليس بقريب، فله حق الجوار.

وجملة حق الجار: أن يبدأه بالسلام إن كان مسلمًا، ويعوده في المرض، ويعزيه في المصيبة، ويهنئه بالفرح، ويظهر الشركة في السرور معه، ويصفح عن زلاته، ولا يطلع من السطح على عوراته، ولا يضايقه، ولا يضيق طريقه إلى الدار، ولا يتبعه النظر فيما يحمله إلى داره، ويستر ما ينكشف له عن عوراته، وينعشه من صرعته إذا نابته، ولا يغفل عن ملاحظة داره عند غيبته، ولا يسمع عليه كلامًا، ويغض بصره عن حرمته، ويتلطف لولده في كلمته، ويرشده إلى ما يجهله من أمر دينه ودنياه.

عن أَبِي هريرة - رضي الله عنه - أَن رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "حَقُّ المسلِمِ عَلَى المسلِمِ سِتٌّ"، قِيلَ: مَا هُن يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: "إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلم عَلَيهِ، وَإِذا دَعَاكَ فَأجِبهُ، وَإِذا استنصَحَكَ فَانصَح لَهُ، وَإِذا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَسَمِّتهُ، وَإِذَا مَرِضَ فعُدهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعه" (١).


(١) أخرجه مسلم (٢١٦٢) في كتاب السلام، باب: من حق المسلم للمسلم رد السلام.

<<  <   >  >>