عليك بإخوان الثقات فإنهم ... قليل فصلهم دون من كنت تصحبُ
ونفسك أكرمها وصنها فإنها ... متى ما تجالس سفلةَ الناس تغضبُ
فالصداقة المتينة، والصحبة الصالحة، لا تحل في نفس إلا هذبت أخلاقها الذميمة. فإذا كان الأمر كذلك، فما أحرى بذي اللب أن يبحث عن إخوان ثقات؛ حتى يعينوه على كل خير، ويقصروه عن كل شر.
قال ابن الجوزي:"ما رأيتُ أكثر أذى للمؤمن من مخالطة من لا يصلح، فإنَّ الطبع يسرق؛ فإن لم يتشبه بهم ولم يسرق منهم، فَتَرَ عن عملهِ"(١).
قال الناظم:
أنت في الناس تقاسُ ... بالذي اخترتَ خليلا
فاصحب الأخيار تعلو ... وتنل ذِكرًا جميلا
قال العلماء: إنما سمي الصديق صديقًا لصدقه، والعدو عدوًا لعدوه عليك.
[١٣ - الاختلاف إلى أهل الحلم والفضل وذوي المروءات]
فإذا اختلف المرء إلى هؤلاء، وأكثر من لقائهم وزيارتهم؛ تَخَلَّق بأخلاقهم، وقبس من سمتهم ونورهم.
أ- يرُوى أنَّ الأحنف بن قيس قال:"كنا نختلف إلى قيس بن عاصم نتعلم منه الحلم كما نتعلم الفقه".
ب- كان أصحاب عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يرحلون إليه، فينظرون إلى