الكفار والكافرات من بني جلدتنا أو من غيرنا، فمنهم من يُعلن كفره، ومنهم غير ذلك، ومنهم حربٌ على المسلمين، ومنهم مسالمٌ، والعاقل من يتأدب معهم بأدب الإسلام، وكذلك ربما يسافر البعض إلى ديار الكفر، أو يتعامل مع الخدم الكفار، أو الخادمات الكافرات، أو من استوطن منهم ديار المسلمين، فما الموقف من هؤلاء؟ وما الواجب على العقلاء تجاه الكفار في كيفية التعامل معهم، وخصوصًا مع من لم يكونوا حربًا؟
علاقة المسلم بالكفار ينبغي أن تنضبط بالأخلاق الكريمة، وهو بذلك يدعو بلسان الحال، قبل لسان المقال، ومن المفاهيم الخاطئة عند بعض الناس أن علاقة المؤمن بالكافر علاقة عنف وسب وشتم واستحواذ على ماله، وانتهاك عرضه، فالإسلام فرَّق بين علاقة المسلم بغيره؛ لأن الكفار درجات، فمنهم كافر حربي، وآخر كافر مسالم.
فمن الكفار من ليس في قلبه رحمة، عدو للمسلمين، ومنهم كافر في قلبه رحمة للمؤمنين، ولهذا لم يعامل النبي - صلى الله عليه وسلم - الكفار بدرجة واحدة، فمنهم من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتله وأهدر دمه، ومنهم من تذكر صنيعه ويده، فشكر موقفه الكريم، وتذكر صنيعه الحسن مثل المطعم بن عدي بعد غزوة بدر لما