للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذات جمال فأفتنته وشغلت قلبه، فأنشأ يقول:

ما كنتُ أحسبُ أن الحب يعرضُ لي ... عند الطوافِ ببيتِ اللهِ ذي السترِ

حتى ابتليتُ فصار القلبُ مختبلًا ... في حبِّ جاريةِ حوراءَ كالقمرِ

يا ليتني لم أكن عاينتُ صورتها ... لله ماذا توخاني به بصري

هذا نموذج واحد لمن سقطت همته، وساء خلقه، في أقدس بقعة في الأرض، وقد ابتلي بسوء النظر، والبلايا كثيرة، فالله المستعان.

[٨ - الصبر]

الصبر لغة:

الحبس والكف، يقال: صبرت نفسي على ذلك الأمر أي: حبستها، ومنه قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف: ٢٨].

أما في الاصطلاح:

"هو حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع، أو عما يقتضيان حبسها عنه" (١).

فالصبر حبس النفس عن الجزع والتسخط، والشكوى، وعن تشويش الجوارح، وهو أنواع ثلاثة: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله تعالى، وصبر على قضاء الله وقدره في البلاء.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٢٠٠)} [آل عمران: ٢٠٠].


(١) "المفردات" (٢٧٣) للراغب.

<<  <   >  >>