للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإعظامها وإجلالها، والتأدب عند قراءتها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها، والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه، ومحبة أهل بيته وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك" (١).

قال القاضى عياض -رحمه الله-: "وأما نصيحةُ المسلمينَ لهُ بعد وفاتهِ فالتزامُ التَّوقيرِ والإجلالِ، وشدَّةُ المحبَّةِ له، والمثابَرَةُ على تعلمِ سنتهِ، والتفقهُ في شريعتِهِ، ومحبةُ آل بيتهِ وأصحابهِ، ومجانبَةُ من رغِبَ عن سنتهِ وانحرَفَ عنها، وبُغضُهُ والتَّحذيرُ منهُ، والشفقةُ على أُمتهِ، والبحثُ عن تَعَرفِ أخلاقِهِ وسيرهِ وآدابِهِ، والصبرُ على ذَلكَ" (٢).

٥ - توقيره - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمه وإجلال شخصه.

قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٥٧)} [الأعراف: ١٥٧].

وقال سبحانه: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٩)} [الفتح٨: ٩].

قلت: وبسط الحليمي -رحمه الله- في بيان الفرق بين المحبة والتعظيم فقال:


(١) "صحيح مسلم بشرح النووي" (٢/ ٣٨).
(٢) "الشفا" (٢/ ٣٣).

<<  <   >  >>