للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٣٦)} [النحل: ٣٦].

فهدفُ الإسلامِ هو تكوينُ الفرد الصالح، وهو عبارة عن أعمال يتربى عليها الإنسان، بحيث يكون مسلماً صالحاً، بحيث تستوعب جميع أعماله وتصرفاته وعلاقته مع ربه، ودينه، ومع من يحيط به من بني البشر، بل جميع الخلق.

قال الحسن البصري: كان الرجل يطلب العلم، فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه، وهَديه ولسانه وبصره ويده (١).

* فمصادر الأخلاق في الإسلام تُستمد مما يلي:

أولًا: القرآن الكريم:

يعتبر القرآن الكريم المصدر الأول للأخلاق، والآيات في ذلك كثيرة:

قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: ٩].

وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠)} [النحل: ٩٠].

وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٣٣)} [الأعراف: ٣٣].

ونظائر هذه الآيات كثيرة في كتاب الله تعالى، وكلها من مصادر


(١) "الجامع لأخلاق الراوي وىداب السامع" (١/ ١٤٢).

<<  <   >  >>