للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن أَبي هريرة -رضي الله عنه - عن النبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال اللهُ تعالى ثَلاَثةٌ: أَنا خَصْمُهُم يَومَ القِيَامَةِ: رجلٌ أَعطَى بِي ثمَّ غَدرَ، وَرَجل بَاعَ حُرًّا فَأكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجل استأجَرَ أَجِيرًا فاستوفَى مِنهُ، وَلَم يُعطِه أَجرَهُ" (١).

فالوفاء بأجر الخادم يحقق له حاجتين نفسية ومادية، فالأولى إحساسه باحترام الناس له، وتقدير عمله، والثانية يقضي بها حاجاته في الحياة، ومن يعول، ويدفعه لمواصلة العطاء.

٢ - وجوب حسن معاملته وعدم إهانته، أو ضربه، أو الدعاء عليه.

العاقل من يحسن معاملة خدمة، وبذلك يضمن الإخلاص منهم والحرص والحب والوفاء، وقد قيل قديمًا: جبلت النفوس على حب من أحسن إليها.

عن أَبي مسعود الأنصاريِّ، قال: "كُنتُ أَضرِبُ غُلَامًا لي، فَسَمِعْتُ من خَلفِي صَوتًا: "اعلم أبا مَسعُودٍ"، قال ابنُ المُثَنَّى مَرتَينِ، "لله أقدَرُ عَلَيكَ مِنكَ عَلَيهِ"، فالتَفَتُّ فإِذَا هُوَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله، هُوَ حُرٌّ لِوَجهِ الله. قال: "أَمَا إنك لو لَم تفعَل لَلَفَعَتْكَ النارُ أَو لَمَسَّتْكَ النَّارُ" (٢).

عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تدعوا علي أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة نَيْلٍ فبها عطاءٌ فيستجيب لكم" (٣).


(١) أخرجه البخاري (٢٢٧٠) في كتاب البيوع، باب اثم من باع حرًا.
(٢) أخرجه أحمد، ومسلم (١٦٥٩)، وأبو داود (٥١٥٩)، واللفظ له.
(٣) صحيح. أخرجه أبو داود (١٥٣٢)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٧٢٧٦).

<<  <   >  >>