للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من غيرهم من سِرِّكَ ما يُمكِنُكَ طَيُّهُ بوجهٍ ما من الوُجُوهِ، ولو أنهُ أخصُّ النَّاس بك" (١).

جاء في ترجمة أحمد بن عطاء بن أحمد قال: "مجالسة الأضداد ذوبان الروح، ومجالسة الأشكال تلقيح العقول، وليس كل من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة، ولا كل من يصلح للمؤانسة يؤمن على الأسرار، ولا يؤمن على الأسرار إلا الأمناء فقط" (٢).

١٦ - الدعاء له.

عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبدٍ مُسلمٍ يدعُو لأخيهِ بِظهرِ الغيبِ، إلا قالَ المَلَكُ: ولكَ بِمِثلٍ" (٣).

وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا قَالَ الرجُلُ لأَخِيهِ جزَاكَ اللهُ خَيرًا، فقد أَبلَغَ فِي الثنَاءِ" (٤).

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو لأصحابه من المهاجرين والأنصار، ودعا لآل أبي أوفي وصلى عليهم.

ولا تنس أن تدعو لإخوانك بظهر الغيب فإنها دعوة مستجابة، فقد روى الإمام مسلم عن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال: قَدِمْتُ الشامَ، فَأتَيتُ أَبَا الدردَاءِ في مَنزِلِهِ فَلَم أَجِدهُ، وَوَجَدتُ أُمَّ الدردَاءِ فَقَالَت: أَتُرِيدُ الحجَّ،


(١) "الأخلاق والسير" (١١٧).
(٢) "البداية والنهاية" (١١/ ٣١٦).
(٣) أخرجه مسلم (٢٧٣٢)، وأبو داود.
(٤) صحيح. أخرجه الخطيب (١٠/ ٢٨٢) في "التاريخ"، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٧٠٨).

<<  <   >  >>