للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام الشافعي رحمه الله:

تَعمّدني بنُصحِكَ في انفرادي ... وَجَنِّبني النصيحةَ في الجماعَة

فإن النصحَ ببن النَّاس نَوع ... مِنَ التوبيخ لا أرضَى استِماعَهْ

فإن خالَفْتَني وعَصَيتَ قَولي ... فلا تجزَع إذا لم تُعطَ طاعَهْ

[١١ - أن يتخذ الناس مرآة لنفسه]

العاقل ينظر لغيره، ويجعلهم مرآه لنفسه، فكل ما كرهه ونفر عنه من قول، أو فعل، أو خلق -فَليَتَجَنَّبْه، وما أحبه من ذلك واستحسنه، فليفعله.

قال ابن حزم:

"لكلِّ شيءِ فائدةٌ، ولقد انتفعتُ بمحكِّ أهل الجهل مَنفعة عظيمةً، وهي أنه توقَّدَ طبعي، واحتَدَمَ خاطري، وحَمِيَ فكري، وتَهَيَّجَ نشاطي، فكان ذلك سببًا إلى تواليفَ عظيمة المَنْفعةِ، ولولا استِثَارُهُم ساكني، واقْتِداحُهُم كامني، ما انْبَعثتُ لتلكَ التَّوالِيفِ" (١).

قال الشاعر:

إنَّ السعيد له من غيره عظةٌ ... وفي التجارب تحكيمٌ ومعتبرُ

وقال الطاهر بن الحسين:

إذا أعجبتكَ خصالُ امرئِ ... فكُنْهُ يكُن منكَ ما يعجبكْ

فليسَ على المجدِ والمكرُماتِ ... إذا جئتَها حاجبٌ يحجُبكْ (٢)


(١) "الأخلاق والسير" (١٢٨) لابن حزم.
(٢) "أدب الدنيا والدين" (٥٦١).

<<  <   >  >>