فما كان من الشيخ إلا أن قال: والله ما كان لي أن أردكم، تعالوا مرحبًا بكم في بيتكم، فسررنا بذلك وجلسنا عنده الساعات، واستفدنا منه علمًا كثيرًا، وتكررت الزيارات بسبب رقة العبارة والتلطف في السؤال، وحسن الطلب بعيدًا عن الأمر والنهي، فلله كم من كلمة طيبة فتحت بابًا مغلقا!
أما أدب المهاتفة مع الشيخ، فينبغي أن تكون بأدب، وفي وقت مناسب للاتصال، والحذر من الاتصال على غير هاتف الفتوى، أو تسجيل المهاتفة ونشرها دون إذن المفتي، أو الإطالة معه بما يضيع وقته.
[٣ - الإجابة عن الشيخ وهو موجود]
وهذا سوء أدب ابتلي به كثير من الناس اليوم بسبب بعدهم عن الأخلاق الإسلامية، وهو المتقدم بين يدي العلماء والإجابة عنهم. قال سفيان الثوري لسفيان بن عيينة: مالك لا تحدث؟ فقال: أما وأنت حي فلا (!). هذا والله الأدب، وهذا هو التوقير والإجلال، فلا ينبغي للمحدث أن يحدث بحضرة من هو أولى منه بذلك أو الإجابة عنه، وهو موجود في المجلس.
قال عطاء -رحمه الله-: "إني لأسمعُ الحديث من الرجلِ وأنا أعلمُ به منه، فأُريهِ من نفسي أني لا أحسنُ منهُ شيئًا".
[٤ - مقاطعة الشيخ في الحديث]
ومن سوء الأدب مقاطعة الشيخ في الحديث، بل إن بعضهم يرد على الشيخ ردًا مستهجنًا، ولا شك أن هذا تجاسر مخالف لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي أدبنا وعلمنا، فقال: "ليسَ مِنَّا مَن لم يُجِل كبيرنَا، ويرحم صغيرَنا، وَيعرف