والهفوات إما أن تكون في حقك، أو في دينه بارتكاب معصية، فإن كان في حقك فاصبر وتجاوز واحتمل، وإن كان في دينه، فالهفوات إما كبائر أو صغائر، فالصغائر مغفورة والنفوس بها معذورة، أما الكبائر، فإما أن يتلبس بها خاطئًا، أو متعمدًا مصرًا لا يريد الانفكاك عنها، والأخ النابه ينصح ولا يفضح، ويتلطف ولا يهجر إلا إذا أصر على المعصية وخاف على نفسه أن يتأثر فيتعامل معه بالضوابط الشرعية.
قال ابن قدامة المقدسي -رحمه الله-:
"اعلم أن من يحب في الله يبغض في الله، فإنك إذا أحببت إنسانًا لكونه مطيعًا لله، فإذا عصى الله أبغضته في الله، لأن من أحب لسبب أبغض لوجود ضده، ومن اجتمعت فيه خصال محمودة ومكروهة، فإنك تحبه من وجه وتبغضه من وجه، فينبغي أن تحب المسلم لإسلامه، وتبغضه لمعصيته، فتكون معه على حالة متوسطة بين الانقباض والاسترسال، فأما ما يجري منه مجرى الهفوة التي يعلم أنه نادم عليها، فالأولى حينئذ الإغماض والستر، فإذا أصر على المعصية، فلا بد من إظهار أثر البغض بالإعراض عنه والتباعد، وتغليظ القول له على حسب غلظ المعصية وخفتها"(١).
١٢ - اصطناع المعروف بالتودد إلى الأصحاب.
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رجلًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا