للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - أدب الطالب مع جلساء شيخة:

ومن التوقير أن يتأدب الطالب مع حاضري مجلس الشيخ، فإنه أدب معه واحترام لمجلسه، وليكن على أحسن الهيئات، وأكمل الطهارات، وياللأسف اختفت كثيرٌ من هذه الأخلاق بين الطلاب اليوم، فياحبذا لو تخلق الطلاب اليوم بأخلاق سلفنا الصالح مع العلماء.

٧ - نسبة الفضل لأهل الفضل:

ومن الأدب نسبه الفضل لأهل الفضل، والعاقل من لا يرجع الخير له إن كان الأمر لغيره ويزعم أن ذلك من جهده وعلمه ومن فضله وحده، ولم يشاركه أحد في هذه الفائدة، وهذا دليل وعلامة على محق بركة العلم ونوع من الكبر، وهو أحد المتعالمين.

ويشبه صنيعهم قول الله تعالى: {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: ١٨٨] أي يحبون أن يوصفوا بالفضل وهم خلاف ذلك، ومن تزين بلباس غيره فكأنه لابس ثوب زور.

وأحسن الناظم بقوله:

إذا أفادك إنسان بفائدةٍ ... من العلوم فأدمنْ شكرَه أبدا

وقل فلانٌ جزاه اللهُ صالحةً ... أفادنيها وألقِ الكبرَ والحسدا (١)

والعاقل من اعترف بفضل من دله على فائدة، لا سيما شيخه ومعلمه، فطالب العلم يعترف بفضل معلمه في حضوره وغيبته، ويحمد جميل صنعه، ويثني عليه فإن هذا من الشكر، ومن كتم ذلك فقد كفر نعمة شيخه عليه.


(١) "ذيل طبقات الحنابلة" (٢/ ٨٧).

<<  <   >  >>