وما تخلف ركبُ الأمةِ اليومَ إلا يومَ أن تخلفت عن الأدبَ معه - صلى الله عليه وسلم -، وما تجرع إفرادُ الأمةِ مراراتِ البعد عن جمالِ الحياةِ وطيبِ معانيها إلا يومَ أن بعدت نفوسهم عن سيرته الرائعةِ، وعن هديه، فصاروا يركضون وراء كلِّ من أوتَى ظاهرًا من الحياةِ الدنيا، يخلعون عليه لباسَ العظمةِ والبهاء، باسمه وقوله وشخصه زعمًا وزورًا.
فكم من صفيق وجه صفقوا له، وكتبوا عنه الأسفار، وتناقلوا أقواله! وكم من سفيهٍ نصَّبوه إماما يُقتدى به، فأضحى الذي أملوه سرابًا بقيعةٍ وأضغاثَ أحلام!