قال العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله:"ستر العورة من الأدب، والوضوء وغسل الجنابة من الأدب، والتطهر من الخبث من الأدب؛ حتى يقف بين يدي الله طاهرًا؛ ولهذا كانوا يستحبون أن يتجمل الرجل في صلاته للوقوف بين يدي ربه.
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: أمر الله بقدر زائد على ستر العورة في الصلاة، وهو أخذ الزينة، فقال تعالى:{خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: ٣١] فعلق الأمر بأخذ الزينة -لا بستر العورة- إيذانًا بأن العبد ينبغي له أن يلبس أزين ثيابه وأجملها في الصلاة، وكان لبعض السلف حلة بمبلغ عظيم من المال، وكان يلبسها وقت الصلاة، ويقول: ربي أحق من تجملت له في صلاتي، ومعلوم أن الله -سبحانه وتعالى- يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، لا سيما إذا وقف بين يديه، فأحسن ما وقف بين يديه بملابسه ونعمته التي ألبسه إياها ظاهرًا وباطنًا" (١).
٦ - المداومة على الصلاة والخشوع:
المداومة على الصلاة والخشوع بين يدي الله سبحانه، غاية الأدب مع الله سبحانه وتعالى.
فلا عبث في ثوب أو لحية أو حجاب، أو شيء يشغل عن الصلاة، أو يقدح في الطمأنينة فيها.