للأخلاق الفاضلة منزلة رفيعة في دين الله، ولها ارتباط قوي بقوة الإيمان وحسنه، وتدين المرء وتمسكه بالشريعة؛ لأن الأخلاق يمكن اكتسابها؛ لذا كان من المهم الحديث عن الوسائل التي يمكن من خلالها اكتساب الأخلاق الحسنة، والأمور المعينة على التحلي بها، وهذا ما سيأتي -بإذن الله تعالى-:
ويزعم البعض أن الأخلاق لا يتصور تغيرها، ولو صح ذلك، لبطلت الوصايا والمواعظ والخطب، وكيف ينكر هذا في حق الإنسان وتغير خلق البهيمة ممكن؟! وكم من حيوان نقل من الاستيحاش إلى الاستئناس والسياسة والانقياد كالكلب والفرس الجموح، بل حتى الأسد والنمر والصقر والقرد، وكل ذلك تغير للأخلاق، فأجدر بالإنسان أن تتغير أخلاقه بالتدريب والرياضة.
ولا ريب أن أثقل ما على الطبيعة البشرية تغيير الأخلاق التي طبعت عليها النفس، إلا أن ذلك ليس متعذرًا ولا مستحيلًا، بل إن هناك أسبابًا ووسائل، يستطيع الإنسان من خلالها أن يكتسب الأخلاق الحسنة.
ومن ذلك ما يلي:
[١ - تصحيح العقيدة]
العقيدة الصحيحة هي التي تصحح الأخلاق، وتحمي الإنسان من الانزلاق، وليس ذلك إلا في عقيدة السلف أهل السنة والجماعة أصحاب